نشاط دبلوماسي وتحركات سياسية.. هل اقترب تنفيذ اتفاق الرياض ؟
شهدت الأيام الماضية جملة من التحركات السياسية والنشاط الدبلوماسي لدعم خطوات التحالف العربي من أجل تنفيذ اتفاق الرياض، وكان على رأس تلك التحركات التوصل إلى حل وسط لحلحلة أزمة رواتب العسكريين الجنوبيين عن طريق جدولة صرفها، كما أن اليوم الاثنين شهد لقاء مهما عقده الرئيس عيدروس الزُبيدي مع السفير الروسي في اليمن.
تشير الأنباء المتوافرة من غرف المفاوضات المغلقة إلى أن هناك تقدما ملموسا في ملف تشكيل حكومة الكفاءات وأنه هناك توافقا على عدد كبير من أسماء الوزراء، وأن الحكومة قد ترى النور في أقرب فرصة ممكنة، إضافة إلى أن المملكة العربية السعودية كثفت من ضغوطاتها على الشرعية خلال الأيام الماضية من أجل ضمان تنفيذ الاتفاق.
بالتوازي مع التحركات السعودية فإن هناك جملة من التحركات الدبلوماسية التي قادتها أطراف دولية عديدة منذ بداية الشهر الجاري، وتمثلت في إجراء المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريغيث وقيادات مكتبه مباحثات مكثفة مع أطراف الأزمة من أجل دفع العملية التفاوضية، وذلك بالتزامن مع خروج تصريحات عديدة من قوى دولية فاعلة نادت بضرورة تنفيذ الاتفاق في القريب العاجل.
لكن يبقى التطور الأهم مرتبطا بالترتيبات العسكرية في أعقاب تسليم الانتقالي خطته لإعادة التموضع العسكري وكذلك التوافق بين التحالف والمجلس حول أجزاء كبيرة من تلك الخطة فيما يبقى موقف الشرعية التي تحاول المراوغة في هذا الملف بعد أن عرقلت تنفيذ الآلية السياسية السعودية وطالبت بتنفيذ البنود العسكرية أولا، وهو ما حول دفة المفاوضات نحو تنفيذ الشق العسكري ليكون بالتوازي مع الشق السياسي.
وكذلك تكمن أهمية جدولة رواتب العسكريين في أنها تبرهن على أن هناك تقدما يصاحب عملية المفاوضات وأن هناك تقاربا في وجهات النظر بين المجلس الانتقالي والتحالف العربي، وأن هناك رغبة في عدم تكرار مثل هذه الأزمات مستقبلا.
وكشف محافظ العاصمة عدن أحمد حامد لملس، واللواء أحمد سعيد بن بريك، رئيس الجمعية الوطنية، خلال زيارتهما اليوم الاثنين، مقر اعتصام العسكريين الجنوبيين في البريقة، عن خطة لجدولة الرواتب المتأخرة.
وأوضحا أن الخطة تعتمد على صرف راتبي شهرين كل شهر، بسبب العجز المالي الناتج عن تدهور العملة المحلية، وعبرا عن تضامنهما مع مطالب المعتصمين، مؤكدين وقوفهما بقوة إلى جانبهم للحصول على حقوقهم المشروعة.
وقال محافظ العاصمة عدن، إن العسكريين الجنوبيين، أفنوا أعمارهم في خدمة الجنوب، موضحًا أن قبوله منصب المحافظ لخدمتهم، في الحصول على حقوقهم المشروعة كاملة.
من جانبه، قال اللواء أحمد سعيد بن بريك، رئيس الجمعية الوطنية للمجلس الانتقالي الجنوبي، خلال الزيارة، إن: "قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي تحدثت مع قيادة التحالف العربي بشأن المعتصمين العسكريين".
وكشف اللواء بن بريك، عن مشاورات بين المجلس الانتقالي الجنوبي وقيادة التحالف العربي، لتنفيذ المطالب المشروعة للمعتصمين العسكريين.
وبالتوازي مع تلك الجهود استعرض الرئيس عيدروس الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، أثناء استقباله اليوم الاثنين، بمقر إقامته في العاصمة السعودية الرياض، سفير روسيا الاتحادية، فلاديمير ديدوشكين، التقدم في تنفيذ اتفاق الرياض.
وأكد الرئيس الزُبيدي أنه لا يمكن وضع حلول مؤقتة، لحل الصراع إلا بالعودة إلى جذوره، عبر الاستجابة لمطالب وتطلعات شعب الجنوب في استعادة دولته.
وأثنى على دور دول التحالف العربي، بقيادة المملكة العربية السعودية، ودولة الإمارات العربية المتحدة، في تنفيذ الاتفاق من خلال التسهيلات اللازمة وتوفير البيئة المواتية لإنجازه.
كما أشاد بالدور الروسي الداعم للسلام في المنطقة والعالم، موضحا أن السلام والحوار يعدان السبيل الأمثل لتلبية رغبات الشعوب وتطلعاتها.