الميليشيات تعيش أسوأ حالاتها وتطلب طوق النجاة
«الشرعية» تواصل اقترابها من معاقل الحوثي الرئيسة بصعدة وصنعاء وحجة وتعز
واصلت قوات الجيش اليمني، مسنودة بالتحالف العربي، تقدمها في جبهات صعدة وصنعاء وحجة وتعز، مع استمرار العمليات العسكرية في بقية الجبهات، في حين كشفت مصادر عسكرية في صنعاء، أن ميليشيات الحوثي الإيرانية تعيش أسوأ حالاتها، وتطلب طوق النجاة، نتيجة تقدم الشرعية وسخط الشارع.
وفي التفاصيل، أكدت مصادر ميدانية في صعدة استمرار عمليات الجيش في ثلاث جبهات رئيسة، باقم وكتاف ورازح، بهدف الوصول والإطباق على مركز محافظة صعدة، فيما تستعد وحدات من اللواء السابع حرس حدود لفتح جبهة جديدة في مديرية غمر القريبة من رازح، وأخرى في الظاهر القريبة من حرض التابعة لمحافظة حجة.
وشهدت جبهات رازح، التي أعلن الجيش عملية عسكرية لاستكمال تحريرها، تقدماً كبيراً في منطقة الأزهور، التي قصفتها مقاتلات التحالف بسلسلة من الغارات، كما شهدت مناطق عدة في المديرية قصفاً مكثفاً لمدفعية الجيش اليمني والجيش السعودي، أدت إلى انهيار منظومة الدفاعات الأولية للميليشيات في الصفوف الأمامية، وكان أكبر انكسار للميليشيات في منطقة غمار التابعة لرازح.
وكانت الميليشيات تلقت ضربة موجعة بمصرع القيادي الحوثي البارز، يوسف علي مسفر الشامي، على يد قوات الجيش في مثلث باقم.
وواصلت مقاتلات التحالف قصفها مواقع الميليشيات في مديرية منبه الحدودية، والملاحيط بمديرية الظاهر ومنطقة الثعبان بمديرية باقم، وغارة على منطقة طخية بمديرية مجز، وأسفل جبل مران بمديرية حيدان ومنطقة مران التي يختبئ فيها زعيم الميليشيات عبدالملك الحوثي.
وكان القائم بأعمال وزير الدفاع اليمني، الفريق الركن محمد المقدشي، أكد أن المؤسسة العسكرية اليمنية أصبحت أكثر قوة وقدرة لاستكمال طرد الميليشيات والإرهابيين من كل شبر من الأراضي اليمنية، ومكافحة أي محاولات للعودة بالبلاد إلى الوراء.
وفي الجوف، شهدت مناطق عدة في مديريات خب والشعف والمتون والمصلوب مواجهات عسكرية عنيفة بين الجيش وميليشيات الحوثي، إلى جانب استمرار مقاتلات التحالف في استهداف مواقع الحوثي في المتون والمصلوب.
وأشارت مصادر ميدانية إلى أن الجيش تصدى لمحاولة تسلل للميليشيات باتجاه تبة الفراص بصحراء الأجاشر، وكبدها خسائر كبيرة، فيما فرّ البقية باتجاه الصحراء.
وفي حجة، تمكنت قوات الجيش مسنودة بوحدات من القوات السودانية من التقدم في حرض، ووصلت إلى أطراف المدينة الشمالية، تحت غطاء ناري كثيف من القوات السعودية ومقاتلات التحالف، التي قصفت مواقع للميليشيات في ميدي وأطراف حرض وأخرى في منطقة عبس.
وفي العاصمة صنعاء، واصلت قوات الجيش عملياتها العسكرية في ميمنة الجبهات، استعداداً لبدء عملياتها على تخوم أرحب، وتبادلت قصفاً عنيفاً مع الحوثيين، الذين تكبدوا 17 قتيلاً، وعدداً كبيراً من الجرحى، فيما أكدت مصادر ميدانية مصرع القيادي الحوثي المكنى أبومحمد المعيلي، في جبل الزلزال الاستراتيجي على مشارف مديرية أرحب.
وتعدّ سيطرة قوات الجيش الوطني على جبل زلزال الاستراتيجي مكسباً استراتيجياً من ناحية أنه يمثل مدخلاً إلى أولى مناطق مديرية أرحب، ويسهم في تأمين المواقع المحرّرة في جبهة ميمنة الميمنة في نهم، وقطع خطوط إمداد الميليشيات بين أرحب والجوف.
من جهة أخرى، أكدت مصادر مطلعة في صنعاء أن ميليشيات الحوثي الإيرانية باتت تطلب النجاة، وتستنجد بالآخرين لانتشالها من الهزيمة التي توشك أن توقع بها من قبل الجيش اليمني والتحالف العربي، إلى جانب سخط وغضب الشارع اليمني منها، وأنها اليوم تعيش أسوأ حالاتها منذ نشأتها.
وتعيش العاصمة حالة من الغليان الشعبي، نتيجة اختفاء مادة الغاز المنزلي وانعدامها، ما دفع سكانها إلى الاستعانة بالحطب في عمليات الطبخ وتجهيز الوجبات، الذي ارتفعت أسعاره بشكل جنوني هو الآخر، ما دفع الناس إلى الخروج للشارع، والاحتجاج من خلال التظاهر وإحراق إطارات السيارات، وقطع الشوارع بالحجارة، واقتحام المرافق الحكومية الخاضعة لسيطرة الميليشيات.
وتعدّ التظاهرات والاحتجاجات في شوارع العاصمة مؤشراً إلى أن سكان المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثي كسرت حاجز الخوف والرهبة من سلاح الحوثي المنتشر في أيادي الأطفال الذين تستخدمهم في قمع السكان، وهو مؤشر على أن ثورة الجياع ستقضي على الحوثيين قبل وصول «الشرعية» إلى عقر مناطقهم.
وفي الضالع، قصفت الميليشيات الانقلابية المتمركزة في جبل السور بمديرية الشعر في محافظة إب، عشوائياً قرى عزلة الشرنمة بالعود في محافظة الضالع بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة، ما تسبب في حالة خوف وهلع في أوساط السكان.
يأتي ذلك بالتزامن مع قصف مدفعي بالأسلحة المتوسطة تشنّه الميليشيات الحوثية المتمركزة في عزلة العذارب بمديرية بعدان، على مواقع الجيش في قطاع يبار.
وفي تعز، تمكنت قوات الجيش من صد هجوم واسع للميليشيات على المناطق المحررة في مديرية مقبنة، وكبدتها 10 قتلى وخمسة جرحى، فضلاً عن تدمير آلية عسكرية وإعطاب عربة عسكرية، وفقاً لمصدر ميداني، مشيراً إلى أن القوات صدت هجوماً شنه المسلحون الحوثيون على تباب الردمة والحصن ومدرسة بلال بن رباح في مقبنة.
وكانت مصادر عسكرية في مقبنة أكدت مصرع 780 حوثياً، وإصابة المئات خلال العام الماضي في جبهات مقبنة على يد الجيش والتحالف.
وفي جبهة الصلو، قصفت مقاتلات التحالف تعزيزات عسكرية للميليشيات في نقيل الصلو المحرّرة، كانت تحاول التسلل إلى المديرية، بهدف استرجاع مواقع خسرتها أواخر الشهر الماضي، ما خلّف قتلى وجرحى في صفوف الحوثيين، وتدمير آليات عسكرية.
وفي ريمة، ارتكب أحد عناصر الحوثي مجزرة بحق أربعة أشخاص وامرأة، بعد قتلهم عمداً، لرفضهم ترديد شعار الصرخة الخاص بالجماعة الانقلابية المقتبس من إيران.
وفي البيضاء، تمكنت مقاومة قيفة رداع من تكبيد الميليشيات خسائر كبيرة، بعد شنها هجوماً على مواقعها في جبهة القرن، ما أدى إلى قتل ستة، وإصابة آخرين من الحوثيين، وغنيمة أسلحتهم.