قطر تخطّط والشرعية تنفّذ.. أشرارٌ يتكالبون على التحالف
تواصل دولة قطر بالتنسيق مع تركيا، لعب دور خبيث للغاية يرمي إلى العمل على إفشال اتفاق الرياض، ذلك المسار الذي يستهدف ضبط بوصلة الحرب على المليشيات الحوثية.
الاتفاق وقّعه المجلس الانتقالي الجنوبي وحكومة الشرعية في العاصمة السعودية الرياض قبل أحد عشر شهرا، لكنّ هذا المسار ذا الأهمية الاستراتيجية الكبيرة للغاية واجه سلسلة طويلة من الخروقات الإخوانية التي رمت إلى إفشاله.
وحرّكت دولة قطر التيار الإخواني الموالي لها، وهو تيار نافذ في الحكومة، سياسيًّا وعسكريًّا، من أجل إفشال الاتفاق، الذي يحمل أهمية استراتيجية للتحالف فيما يتعلق بالعمل على ضبط بوصلة الحرب بعدما تأخَّر الحسم كثيرًا من جرّاء السياسة العبثية التي تنفذها المليشيات الإخوانية، التي تقوم على العمل على إفشال جهود التحالف عبر علاقات شديدة الخبث تجمع بين حزب الإصلاح والحوثيين.
الدوحة أعدّت مخططًا جديدًا، يهدف إلى التصعيد العسكري من أجل إفشال جهود إعلان حكومة الكفاءات وتنفيذ اتفاق الرياض، وذلك من خلال استخدام أدوات تعمل على التأزيم السياسي والإعلامي داخل معسكر حكومة "الشرعية".
وتعتزم قطر، وفقًا لمصادر سياسية، تحريك أدواتها العسكرية بشكل فاعل خلال الفترة المقبلة بعد أن نجحت في بناء أذرع عسكرية تحت مظلة "الشرعية" وبالتنسيق مع تنظيم الإخوان الإرهابي في كل من تعز وشبوة والمهرة.
وبدأت أولى مظاهر النشاط العسكري المدعوم من الدوحة، وفق المصادر التي تحدّثت لصحيفة "العرب" اللندنية، عبر الاحتكاك بين مليشيا الحشد الشعبي الإخوانية في تعز وقوات المقاومة المشتركة، في ظل مؤشرات على وجود تناغم وتنسيق بين الحشد الإخواني ومليشيا الحوثي.
في الوقت نفسه، فإنّ المليشيات التي مولت قطر إنشاءها في شبوة ستلعب دورا في إفشال تنفيذ الشق العسكري من اتفاق الرياض ودفع الأمور باتجاه المواجهة المفتوحة مع المجلس الانتقالي الجنوبي.
إقدام قطر على استهداف وإفشال اتفاق الرياض أمرٌ يرمي إلى تعزيز النفوذ الإخواني بشكل كبير، باعتبار أنّ هذا النفوذ يخدم المصالح القطرية والتركية وإرهاب هذا المحور الشرير الذي لوَّث المنطقة برمتها.
ولعل ما يقوِّي من احتمالات نجاح هذا المخطط الخبيث هو أنّ قطر تملك تيارًا نافذًا في معسكر الشرعية الإخواني، يعمد إلى معاداة التحالف العربي على صعيد واسع، ويستهدف إفشال جهوده في محاربة التمدُّد الفارسي في المنطقة.
أمام هذا الوضع، فقد أصبح واضحًا للجميع مدى خبث الاختراق الإخواني لحكومة الشرعية، وأنّه سيظل حجر عثرة أمام جهود التحالف العربي من أجل تحقيق الاستقرار السياسي وضبط بوصلة الحرب على المليشيات الحوثية.