خزان صافر.. بين التعنت الحوثي والخجول الأممي
يبدو أنّ خزان صافر سيظل عنوانًا لكثيرٍ من التحذيرات التي تطلقها الأمم المتحدة فيما يتعلق بمواجهة الإرهاب الخبيث الذي تمارسه المليشيات الحوثية الموالية لإيران في هذا الملف الشائك.
الحديث عن تهرُّب مليشيا الحوثي الإرهابية من منح الأمم المتحدة، الضوء الأخضر لصيانة خزان صافر العائم قبالة سواحل البحر الأحمر، خشية وقوع تسرب نفطي من الخزان.
وعدم إجراء صيانة لازمة للخزان النفطي ما ينذر بكارثة بيئية، تُهدِّد المنطقة والعالم في ظل نداءات عديدة تحذر من انفجار الناقلة المتهالكة، ومن التسرب بتدفق 138 مليون لتر من النفط، في البحر الأحمر.
ودأبت الأمم المتحدة على إطلاق تحذيرات من خطورة التعنت الحوثي في ملف خزان صافر، وقد كشف المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، عن حاجة خبراء الأمم المتحدة سبعة أسابيع للوصول إلى خزان صافر بمعداتهم، بعد الحصول على موافقة الحوثيين.
وبحسب "المتحدث"، فإنّ الأمم المتحدة تحتاج موافقة رسمية من مليشيا الحوثي لوصول البعثة، بهدف شراء المعدات المتخصصة واتخاذ الترتيبات الأخرى.
ويقع "خزان صافر" في منطقة رأس عيسى قبالة محافظة الحديدة في البحر الأحمر، وهو عبارة عن باخرة عائمة تستخدم لتفريغ النفط الخام القادم من حقول صافر النفطية في محافظة مأرب.
وكانت المليشيات قد أفشلت الاتفاق على صيانة عاجلة للناقلة النفطية صافر، الراسية قبالة سواحل الحديدة، بحمولة أكثر من مليون و100 ألف برميل من النفط الخام.
ويضاعف التعنت الحوثي من المخاطر التي ينذر بها خزان صافر النفطي العائم، فقبل أيام، رفضت المليشيات الحوثية عرضًا لتلافي كارثة الخزان النفطي العائم قبالة ميناء رأس عيسى في محافظة الحديدة.
هذا الوضع المخيف للغاية والذي ينذر بكارثة بيئية تطال تأثيرها المنطقة برمتها، يستوجب أن يغيِّر المجتمع الدولي من استراتيجيته في التعامل مع هذا التعنت الحوثي الخبيث، وألا يمارس دورًا خجولًا أمام عبث المليشيات بهذا الملف الخطير.
المجتمع الدولي مطالب من الآن بالعمل على اتخاذ إجراءات فعلية وجادة دون أن ينتظر تحركات حوثية، وذلك لأنّ المليشيات لا يمكن أن تتوقّف عن هذا التعنت على الإطلاق في ظل استهتارها الخبيث سواء بحياة السكان أو الملاحة البحرية.