اليمن وخفض التمويل.. رصاصة أخرى وسط البارود
أحدثت الجرائم الغادرة التي ارتكبتها المليشيات الحوثية في مجال نهب المساعدات تأزمًا صارخًا في الوضع الإنساني، في ظل الانخفاض الملحوظ في المساعدات المقدّمة.
الانخفاض الملحوظ رصدته منظمة "أوكسفام" الدولية التي قالت إنَّ الجهات المانحة وفَّرت 25 سنتًا أمريكيًّا لـ24 مليونًا و300 ألف شخص متضرر من الصراع في اليمن بشكل يومي، وهذا المبلغ يعادل نصف مساعدات العام الماضي.
المنظمة الدولية حذَّرت من أنّ اليمن يقف على شفا المجاعة، وقالت إنَّ الانخفاض الحاد في المساعدات يتزامن مع تفشي فيروس كورونا المستجد الذي يفرض مزيدًا من التحديات.
وكشفت المنظمة كذلك عن تقليص ثلث البرامج الإنسانية التابعة للأمم المتحدة، مع إغلاق بعضها تمامًا بين شهري أبريل وأغسطس الماضيين.
هذا التوثيق الخطير يكشف مدى فداحة الأزمة الإنسانية في اليمن والتي نجمت عن الحرب الحوثية العبثية، التي حاصرت ملايين السكان بين أطنان من المعاناة.
وكثيرًا ما نبّهت الأمم المتحدة إلى إقدام الدول المانحة على تقليص تمويلها الإغاثي، وما يتضمّنه ذلك من خطورة كبيرة على تفاقم المأساة الإنسانية، التي هي في الأساس مصنّفة بأنّها الأشد بشاعة على مستوى العالم أجمع.
وقبل أيام، حذّرت منظمة الصحة العالمية، من أن نقص التمويل يؤثر سلبًا على العمليات الإنسانية في اليمن، وقالت إنَّ المساهمة الجديدة من حكومة إيطاليا لها، ستمكنها من مواصلة جهودها من أجل الأطفال، الذين يعانون من سوء التغذية.
ومؤخرًا، حذَّر الاتحاد الأوروبي من تفشي موجة أضخم من الجوع، وعبَّر عن تطلعه إلى ضمان التوصل لمستويات تمويل ملائمة للمساعدات الإغاثية في اليمن.
وفي انتقاد ضمني لمليشيا الحوثي، نبه إلى أن تداعيات القيود على وصول المساعدات الإنسانية والعراقيل أمام الجهود الإغاثية وتردي الأزمة الاقتصادية، تُعرض جميعها الملايين لخطر المجاعة، وشدد على ضرورة ضمان معالجة أسباب الأزمة وتسهيل الوصول الإنساني إلى المتضررين.
تقليص الإغاثات الدولية جاء في ظل جرائم نهب عديدة ارتبكتها المليشيات الحوثية الموالية لإيران في نهب المساعدات، وهو ما ساهم بشكل رئيس ومباشر في فداحة الأزمة الإنسانية على نحوٍ ربما يكون غير مسبوق.
وكان الاتحاد الأوروبي قد حذَّر من تفشي موجة أضخم من الجوع، وعبَّر عن تطلعه إلى ضمان التوصل لمستويات تمويل ملائمة للمساعدات الإغاثية في اليمن.
وفي انتقاد لمليشيا الحوثي، نبه إلى أن تداعيات القيود على وصول المساعدات الإنسانية والعراقيل أمام الجهود الإغاثية وتردي الأزمة الاقتصادية، تُعرض جميعها الملايين لخطر المجاعة، وشدد على ضرورة ضمان معالجة أسباب الأزمة وتسهيل الوصول الإنساني إلى المتضررين.
ويمكن القول إنّ تأزم الوضع الإنساني في اليمن ليس سببه فقط الجرائم الحوثية الغادرة ضد السكان بشكل مباشر، لكنّ إقدام المليشيات على نهب المساعدات يمثّل سببًا رئيسيًّا في تفاقم المأساة.
وطوال الفترة الماضية، دأبت المليشيات الموالية لإيران على نهب كميات ضخمة من المساعدات، كما أعاقت طرق توزيعها على من يستحقونها، ومارست ابتزازًا خبيثًا ضد العاملين في هذا المجال.
وسبق أن اتهمت منظمات أممية، مليشيا الحوثي، بابتزازها وسرقة مساعداتها أو تسريبها إلى عناصر المليشيات بالجبهات، وقد أجبرت المليشيات الحوثية، أيضًا المنظمات الإغاثية التابعة للأمم المتحدة لدفع مبالغ مالية لقيادات المليشيات لتسهيل مهام أنشطتها.
وبات لزامًا على المجتمع الدولي أن يمارس ضغوطًا فورية وحازمة في مواجهة العبث الذي تمارسه المليشيات الإرهابية في هذا المجال، عملًا على إنقاذ السكان من براثن هذا الإرهاب الفتّاك.