الحيوانات والحوثي. . كائنات لم تسلم من إرهاب المليشيات

الأربعاء 7 أكتوبر 2020 15:44:49
testus -US

بعدما دفع السكان في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين كلفة باهظة من جرّاء الحرب العبثية، فإنّ الحيوانات لم تسلم أيضًا من توابع الأزمة.

رصاصتان مشتركتان انطلقتا من سلاح حوثي واحد، كان عنوانهما حيوانات نفقت بكميات ضخمة للغاية، وما صاحب ذلك من تأثيرات معيشية قاتمة حاصرت السكان أيضًا.

ففي هذا الإطار، رصدت منظمة الأغذية والزراعة في الأمم المتحدة (فاو)، ارتفاع معدلات نفوق الحيوانات في اليمن.

المنظمة الأممية كشفت عن فقدان 215 ألف أسرة ريفية، تعاني انعدام الأمن الغذائي، جميع مصادر دخلها الرئيسي، وأرجعت ذلك إغلاق برنامج حيوي لتحصين المواشي.

الحيوانات لم تسلم من كلفة باهظة أحدثتها الحرب الحوثية القائمة منذ صيف 2014، من جرّاء الإهمال الغاشم الذي اتبعته المليشيات في المناطق الخاضعة لسيطرتها.

وكثيرًا ما اقترفت المليشيات الحوثية جرائم نالت من الحيوانات، حدث ذلك مثلًا قبل أشهر عندما حوّلت المليشيات، الحيوانات إلى ألغام متحركة في الحديدة، ضمن أساليب التمويه في زراعة الألغام التي تتبعها المليشيات.

وفي واقعة شهيرة، أقدمت المليشيات الحوثية على تفخيخ جمل بربط شحنة متفجرات حوله وأطلقته من أمام عمارة الخامري قرب جولة الحلقة.

كثرة الحواجز التي كانت المليشيات وضعتها في الطريق قبل دحرها دفعته إلى تغيير مساره، حيث دخل طريقًا فرعيًّا وواصل السير في المساحات الترابية صوب مواقع للمليشيات الحوثية نفسها خلف كلية الهندسة، وقبل وصوله، انفجر بحمولته ما يعني أن العبوات الناسفة كانت مربوطة بصاعق تفجير مؤقت أو أنه تم تفجيره عن بُعد.

واقعة أخرى وقعت قبل أشهر، عندما احتجزت المليشيات الحوثية، ممثلة في إدارة الجمارك بصنعاء، عشرات الأبقار المستوردة من الخارج في ساحة الجرك بمنطقة عصر.

وفي تلك الواقعة، كشفت وثائق عن قيام تجار المواشي باستيراد المئات من الأبقار والعجول وإدخالها عبر المنافذ الجمركية الرسمية في منطقة جبل رأس بمحافظة الحديدة وتسديد كافة الرسوم الجمركية وفق النظام المتبع.

وفوجئ تجار المواشي باحتجاز الجمارك في صنعاء لإحدى القاطرات التي تقل على متنها نحو 31 رأسًا من الأبقار، حيث طلبت المليشيات من الموارد دفع ما يقارب من مليون ريال كرسوم جمركية، زاعمة في الوقت ذاته أن الأبقار محملة بالمخدرات.

لا يقتصر الإرهاب الحوثي عند هذا الحد، بل إنّ الإهمال التي تتبعه المليشيات في المجال الحيواني فاقم من صنوف المأساة على صعيد واسع، فيما يتعلق بانعدام الأمن الغذائي بشكل مرعب للغاية.