‏أوبك تكشف عن توقعاتها للعرض والطلب على النفط

الخميس 8 أكتوبر 2020 11:11:23
testus -US

تكشف منظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك" اليوم الخميس، عبر تقرير عن توقعاتها للطلب ‏والعرض على النفط العالمي لعام 2020، في وقت يواجه فيه النفط ضغوطا هبوطية بسبب ‏التداعيات التي سببتها أزمة كورونا المستجد، في عديد من دول العالم‎.‎

وبحسب الأمين العام محمد باركيندو يوفر التقرير مراجعة وتحليلا متعمقين لصناعات النفط والطاقة ‏العالمية، ويقدم تقييما شاملا حول التنمية المتوسطة والطويلة الأجل لصناعة النفط كما يوفر رؤى ‏حول مشاريع المنبع والمصب وبيانات العرض والطلب والاستثمارات، والأثر المحتمل للسياسات ‏المتعلقة بالبيئة والتنمية المستدامة‎.‎

كما يوفر تحليلا متخصصا لعديد من التحديات والفرص التي تواجه صناعة النفط العالمية، إذ يشير ‏الأمين العام إلى أن تقرير هذا العام يطرح توقعات حتى عام 2045‏‎.‎

ولفت باركيندو إلى التزام المنظمة المستمر بالبحث الثاقب وشفافية البيانات وتعزيز الحوار ‏والتعاون من أجل المساهمة في فهم أفضل وأكثر تعزيزا لأسواق النفط والطاقة العالمية، مؤكدا ‏خطورة الأحداث غير المسبوقة لعام 2020 التي أدت عقب انتشار الجائحة إلى قلب حياة الناس ‏وتسببت في اضطراب كبير للاقتصادات والصناعات والأعمال‎.‎

وفي سياق متصل، بحثت أمانة "أوبك" في أول ورشة عمل فنية لمنظمة أوبك ولجنة الطاقة ‏الإفريقية - عبر الفيديو كونفرنس - إجراء حوار مثمر حول قطاع الطاقة وسوق النفط العالمية ‏والقضاء على فقر الطاقة واستخدام النفط التقليدي وتحسين القدرات البحثية‎.‎

وقال باركيندو "إن هذا الاجتماع هو نقطة الانطلاق لما نأمل أن يكون من حوارات بناءة ومنتظمة ‏مع مختلف الكيانات الإفريقية"، مشيرا إلى أن "أوبك" ملتزمة تجاه إفريقيا "ونحن نثمن عاليا هذه ‏الحوارات التي ستساعد على سد الفجوات في معرفتنا‎".‎

وأضاف أن "الدول الإفريقية تواجه نقصا حادا في الطاقة، وهذا ما عاق التنمية الصناعية، على ‏الرغم من حقيقة أن القارة تمتلك موارد طاقة تقليدية ومتجددة هائلة"، مشددا على أهمية البيانات ‏الموثوقة والتحليل الدقيق التي تعد العمود الفقري لاتخاذ القرارات الجيدة‎.‎

وأوضح أن الترتيبات الخاصة بالاجتماع الأول رفيع المستوى بين "أوبك" وإفريقيا والاجتماع ‏الفني مع منظمة منتجي البترول الإفريقيين جارية الآن في إطار حوار الطاقة بين "أوبك" ‏وإفريقيا، مشيرا إلى أن المنظمة تضم سبع دول إفريقية منتجة للنفط هي الجزائر وأنجولا والكونغو ‏وغينيا الاستوائية والجابون وليبيا ونيجيريا‎.‎

وفي هذا الإطار، يقول جوران جيراس مساعد مدير بنك "زد أيه إف" في كرواتيا "إن الضغوط ‏الهبوطية على الأسعار عادت بعد انتعاشة لم تصمد طويلا عقب عودة الرئيس الأمريكي إلى البيت ‏الأبيض"، لافتا إلى أن تراجع أسعار النفط هذه المرة جاء كردة فعل سريعة على قرار الرئيس ‏ترمب بإيقاف محادثات خطة التحفيز الاقتصادي إلى ما بعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية في ‏الشهر المقبل. ‏

وأشار إلى أن ضغوط تراجع الأسعار تفاقمت مع صدور تقرير صناعي يفيد بارتفاع مخزونات ‏النفط الخام الأمريكية للمرة الأولى في أربعة أسابيع وهو ما أعطى انطباعا قويا عن ترنح الطلب ‏وصعوبة التعافي في ضوء الظروف الراهنة للسوق، خاصة مع تجدد الإصابات بفيروس كورونا ‏بوتيرة سريعة في الولايات المتحدة وأوروبا وأغلب دول العالم، ما أعاد شبح المخاوف من الإغلاق ‏الثاني‎.‎

من جانبها، تقول الدكتورة ناجندا كومندانتوفا كبير محللي المعهد الدولي لتطبيقات الطاقة، "إن ‏العقود الآجلة للنفط عادت إلى الانخفاض بعد اتساع هوة الخلاف بين الرئيس ترمب وجيروم باول ‏رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي، الذي جدد دعوته إلى مزيد من الإنفاق لتجنب الإضرار ‏بالانتعاش الاقتصادي، وترافق ذلك مع إعلان معهد البترول الأمريكي أن مخزونات الخام ‏الأمريكية زادت بمقدار 951 ألف برميل الأسبوع الماضي، ما عمق حالة التوتر والقلق في السوق ‏النفطية‎.‎

وأشارت إلى أن الضغوط الهبوطية ليست الوحيدة المهيمنة على سوق النفط الخام حيث تتلقى ‏الأسعار بالفعل حاليا دعما من إضراب في النرويج وإعصار يقترب من خليج المكسيك، وهو ما ‏يقلص حجم الإمدادات النفطية العالمية ويسهم في تقييد المعروض‎.‎

ويرى ديفيد لديسما المحلل في شركة "ساوث كورت" الدولية أن السعودية تمتلك رؤية إيجابية ‏لتوقعات الطلب العالمي على النفط أسهمت في تعزيز أسواق الطاقة، خاصة فيما يخص الطلب ‏الآسيوي وهو ما جعل "كومرتس بنك" يطرح ذلك في تفسيره لقرار السعودية رفع أسعار بيع الخام ‏العربي الخفيف إلى أسواق آسيا، وذلك بعد تخفيضات سابقة بسبب تعثر الطلب في الشهرين ‏الجاري والماضي‎.‎

وأشار إلى أن تأثيرات إعصار "دلتا" في السوق الأمريكية بدأت في التصاعد وذلك من خلال قرار ‏المشغلين الأمريكيين في الخليج إغلاق 29 في المائة، من إنتاج النفط، مشيرا إلى أنه في المقابل ‏اشترت الصين كميات ضخمة من النفط الخام في فترة انهيار الأسعار في آذار (مارس) ونيسان ‏‏(أبريل) الماضيين وهو ما دفع بعض التقارير الدولية إلى الحديث عن ذروة في الطلب على النفط ‏في الصين خلال خمسة أعوام. من ناحية أخرى وفيما يخص الأسعار،

تراجعت أسعار النفط نحو اثنين في المائة أمس، بعد أن بدد الرئيس الأمريكي دونالد ترمب الآمال ‏حيال حزمة تحفيز جديدة لتدعيم الاقتصاد الذي يعصف به فيروس كورونا وعقب زيادة مخزونات ‏الخام بالولايات المتحدة في أحدث أسبوع‎.‎

وانخفضت العقود الآجلة لخام برنت 66 سنتا بما يعادل 1.6 في المائة، ليتحدد سعر التسوية عند ‏‏41.99 دولار للبرميل، في حين نزل الخام الأمريكي غرب تكساس الوسيط 72 سنتا أو 1.8 في ‏المائة، ليغلق على 39.95 دولار للبرميل‎.‎

وقال مارك ميدوز كبير موظفي البيت الأبيض إنه ليس متفائلا إزاء إمكانية التوصل إلى اتفاق ‏شامل على مساعدة مالية جديدة في مواجهة تداعيات كوفيد-19 وإن إدارة ترمب تدعم نهجا أقل ‏شمولا‎.‎

ويرى هاري شيلنجوريان، مدير أبحاث السلع الأولية في بي.إن.بي باريبا، أن انسحاب ترمب من ‏مفاوضات الدعم يثير مزيدا من الضبابية بشأن الاقتصاد‎."‎

وارتفعت سلة خام "أوبك" وسجل سعرها 40.33 دولار للبرميل أمس الأول، مقابل 39.07 ‏دولار للبرميل في اليوم السابق‎.‎

وقال التقرير اليومي لمنظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك"، أمس، "إن سعر السلة التي تضم ‏متوسطات أسعار 13 خاما من إنتاج الدول الأعضاء في المنظمة حقق ثاني ارتفاع له على التوالي، ‏وإن السلة خسرت نحو دولار واحد مقارنة باليوم نفسه من الأسبوع الماضي، الذي سجلت فيه ‏‏41.46 دولار للبرميل‎".‎