الحوثي يُغطي على صراع القيادات بحملة جبايات موسعة

الاثنين 12 أكتوبر 2020 00:59:00
testus -US

حاولت المليشيات الحوثية التغطية على صراعات المال التي نشبت بين قياداتها خلال الأيام الماضية، ودشنت حملة جبايات موسعة طالت الأحياء والحارات الصغيرة ومنازل المواطنين وذلك من أجل توجيه أنظار المواطنين إلى احتفالات المولد النبوي التي تنظمها كل عام وتعد بالنسبة إليها فرصة لتجنيد الصغار.

تسعى المليشيات الحوثية إلى جمع أكبر قدر من الأموال للتغلب على الأزمات المالية التي تواجهها والتي أفرزت عن توالي الصراعات بين قياداتها على توزيع حصة تلك الأموال، وبالتالي فإنها ذهبت للوصول إلى كل بيت وحارة في صنعاء وكذلك الحال في باقي مناطق سيطرتها، معتمدة على أسلوب الترهيب الذي تتبعه لإجبار المواطنين على الدفع.

يرى مراقبون أن توالي حملات الجبايات وبدء حملة جديدة بشكل مبكر قبل المولد النبوي يبرهن على أن المليشيات تعاني أوضاعا داخلية صعبة، وأن كلفة الحرب التي استمرت لمدة ست سنوات لم تعد قادرة عليها، وأنها بحاجة لجمع مزيد من الأموال بما يضمن ولاء القيادات والمشرفين الذين يشكلون أهمية قصوى بالنسبة لها.

وبدأت مليشا الحوثي الإرهابية استعدادات مبكرة للاحتفال بذكرى المولد النبوي الذي حولته المليشيا إلى مناسبة طائفية وسياسية.

وقال مصدر مطلع لـ "المشهد العربي"، إن المليشيا هذا العام شكلت لجانًا على مستوى الأحياء والحارات لجمع التبرعات من المواطنين والمنازل، بعد أن كان الطابع العام للجبايات على أصحاب المحال التجارية والشركات.

وأضاف المصدر أن المليشيا ألزمت عقال الحارات بتوزيع ظروف صغيرة بأرقام تسلسلية على المنازل ومطالبة السكان بوضع التبرعات فيها، مشيرا إلى أن تلك الجبايات تأخذ طابع ترهيب المواطنين الذين يضطر الكثير منهم للدفع لتفادي التعرض لمضايقات من المليشيا الإرهابية.

كما نفذت المليشيات جولات ميدانية طالت عشرات الأسواق والمحال التجارية وباعة الأرصفة في مناطق متفرقة من صنعاء، للمطالبة بدفع جبايات مالية جديدة تحت اسم الضرائب ودعم المجهود الحربي، وبحسب مصادر محلية أقدمت المليشيات على اعتقال بعض التجار الذين رفضوا الانصياع لأوامر المليشيات، نتيجة عدم قدرتهم على دفع المبالغ التي فرضتها عليهم.

وقبل أيام تصاعدت الخلافات بين القيادات الحوثية، على التمويلات الإيرانية المُقدمة للمليشيات، وقال مصدر مطلع لـ"المشهد العربي"، إن سفير مليشيا الحوثي الإرهابية في دمشق المدعو نائف القانص، دخل في خلافات مع ناطق مليشيا الحوثي المدعو محمد عبدالسلام، المتواجد في مسقط وقيادات حوثية أخرى تتواجد في بيروت على الدعم الإيراني الشهري المُخصص لقيادات المليشيا المتواجدة خارج اليمن.

ولفت إلى أن القانص فتح ملف تقاسم الدعم الشهري المُقدم من إيران، مطالبًا بزيادة مخصصات سفارته في دمشق؛ ما تسبب في غضب القيادات الحوثية الأخرى التي تستحوذ على النصيب الأكبر، وبينها القيادات المُشرفة على الجانب المالي لقناة المسيرة والعاملين فيها، والتي تبث من الضاحية الجنوبية في بيروت.

ونوه إلى أن عبدالسلام رفع تقارير إلى زعيم المليشيا المدعو عبدالملك الحوثي ضد السفير الحوثي في دمشق نائف القانص، يتهمه فيها بتقديم تسهيلات لقيادات مؤتمرية في سوريا، بينهم الشيخ ناجي جمعان الذي شارك في الانتفاضة المُسلحة ضد المليشيات في ديسمبر 2017.