مليشيا الحوثي ترتبك على وقع هزائم الحديدة

الثلاثاء 13 أكتوبر 2020 00:08:00
testus -US

تعاني المليشيات الحوثية حالة من الارتباك جراء الهزائم التي مُنيت بها في محافظة الحديدة على يد القوات المشتركة، وحاولت المليشيات التغطية على خسائرها عبر وسائل إعلامها التي أعادت صرخاتها مطالبة بفك الحصار عن مديرية الدريهمي بعد أن زعمت أن عناصرها تحقق انتصارات وهمية.

ارتباك المليشيات يظهر في وقائع عدة بخلاف ارتباكها إعلاميا، بعد أن أبدت مرونة لتنفيذ اتفاق تبادل الأسرى الذي حاولت التنصل منه بتصعيدها العسكري بالحديدة وباتجاه المملكة العربية السعودية غير أنها عادت مرغمة إلى طاولة المفاوضات وسط توقعات بالإفراج عن الدفعة الأولى من الأسرى الخميس القادم.

كما أن ارتباك المليشيات يظهر من خلال تنامي الخلافات بين قياداتها على المال الإيراني الذي يصل إليها، وتحولت المليشيات إلى قطع متناثرة تحاول كل منها إثبات ولائها لضمان استمرار تدفق التمويل في ظل معاناة طهران من أوضاع اقتصادية متردية بلغت ذروتها أخيرًا مع تكثيف العقوبات الاقتصادية الأمريكية عليها.

يبدو ارتباك المليشيات الحوثية واضحًا أيضًا في جبهة الضالع التي تشهد هدوءا غير معتاد خلال الأيام الماضية بعد أن وجهت القوات الجنوبية ضربات مكثفة باتجاه المليشيات أفقدتها القدرة على الرد، بالتوازي مع تعرضها لخسائر أخرى في جبهة الحديدة، وبالتالي فإن العديد من المراقبين يعتبرون أن الفرصة سانحة لدفع المليشيات نحو مزيد من التنازلات على طاولة المفاوضات، بالتزامن مع محاولات أممية حثيثة لدفع عملية السلام.

وكانت مليشيا الحوثي الإرهابية، قد اعترفت بهزيمة قواتها في معركة الدريهمي بالساحل الغربي، بعد أن زعمت المليشيا تحقيق عناصرها انتصارات وهمية.

وعادت وسائل الإعلام الحوثية للحديث عن حصار مدينة الدريهمي والمطالبة بفك الحصار، بعدما سربت المليشيا المدعومة من إيران، معلومات عن تمكن قواتها من فك الحصار عن المدينة.

ونشر إعلام مليشيا الحوثي أخبارا عن وقفات احتجاجية لأنصارها في الحديدة للمطالبة بفك الحصار عن مدينة الدريهمي، وسط التباكى على الوضع الإنساني في المدينة المحاصرة منذ عامين.

ومثلت هذه الأخبار في المواقع الرسمية للمليشيا اعترافا صريحا بهزيمتها على أيدي القوات المشتركة التي تصدت لهجماتها على المدنيين.

وقُتل مسؤول التعبئة العسكرية للمليشيات الحوثية بالحديدة، العقيد محمد يحيى الحوري المكني بـ"أبو علي"، خلال مواجهات في مديرية الدريهمي، ولقي القيادي مصرعه مع عدد من مرافقيه في الاشتباكات، التي وقعت بين القوات المشتركة ومليشيا الحوثي، فيما تكبدت المليشيات الحوثية خلال تلك الاشتباكات، عشرات القتلى والجرحى.

ومن جانبها أكدت صحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية، أن المليشيات الحوثية سارعت للاستنجاد باتفاق ستوكهولم والتهدئة، رغم أنها هي الطرف الذي أعاق تنفيذ الاتفاق منذ نحو عامين، ولا تزال تقيد حركة فريق المراقبين الدوليين، وتستحدث الخنادق والمتاريس وسط أحياء مدينة الحديدة، مشيرة إلى أن المليشيا الحوثية أعادت اتصالاتها مع الأطراف الدولية الفاعلة.

وتوقعت "الصحيفة" أن تتجه الأوضاع في محافظة الحديدة نحو التهدئة من جديد، بعد أسبوع على المعارك العنيفة التي شهدتها الجبهة مع محاولة المليشيات الحوثية فك الحصار عن عناصرها في مركز مديرية الدريهمي.

يأتي ذلك في الوقت الذي أكدت فيه صحيفة "البيان" الإماراتية في تقرير نشرته اليوم الاثنين أنه وفقًا لاتفاق سويسرا فإن إطلاق سراح الدفعة الأولى من الأسرى والمعتقلين يفترض أن يتم الخميس المقبل.

وأبرزت الصحيفة، نقلًا عن مصادرها، أن ممثلي اللجنة الدولية للصليب الأحمر التقوا خلال الأيام الأخيرة ممثلين عن حكومة الشرعية ومليشيا الحوثي، المدعومة من إيران، حيث عقدت اجتماعات في محافظتي مأرب وصنعاء لهذا الغرض.

وأوضحت أن اجتماعًا أخيرًا عقد، أمس الأحد، في الرياض مع الجانب الحكومي لوضع الترتيبات النهائية لإطلاق سراح الدفعة الأولى من الأسرى والمعتقلين، والذين يبلغ عددهم 1080.