لقاء الزُبيدي وجريفيث.. الجنوب على طاولة الحل بقوة الحق والمنطق
استراتيجية محنكة يدير بها المجلس الانتقالي تعامله الراسخ مع قضية الجنوب، تتجلّى واضحةً في دفاعه الأصيل عن قضية شعبه العادلة.
ففي واحدة من أهم الخطوات التي تخطوها القيادة الجنوبية، عقد الرئيس عيدروس الزبيدي رئيس المجلس الانتقالي اجتماعًا شديد الأهمية مع المبعوث الأممي لليمن مارتن جريفيث، بمقر إقامته بالعاصمة السعودية الرياض.
خلال هذا اللقاء، طالب الزبيدي بتمثيل حقيقي للجنوب في مختلف مراحل العملية السياسية، وأكّد استحالة وجود أي حلول قابلة للتطبيق بدون ضمان تمثيل الجنوب على طاولة المفاوضات.
ولم يتلقَ المجلس الانتقالي، وفق الرئيس الزبيدي، أي دعوة للمشاركة بالمشاورات الخاصة بالإعلان المشترك، موضحا أن وفد المجلس مستعد للمشاركة في وضع تفاصيل الإعلان ومراجعته.
وأكّد الرئيس أنّ عدم مشاركة المجلس في مشاورات الإعلان المشترك تعفيه من أي التزامات واردة بالإعلان، محذرًا من تداعيات إنتاج اتفاقات لا يشارك فيها ممثلون عن الجنوب.
وخلال اللقاء أيضًا، أكّد الزبيدي استعداد المجلس للمشاركة في العملية السياسية وفقًا لما ورد في نصوص اتفاق الرياض، مجدّدًا دعم المجلس جهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة.
ووصف الرئيس الزبيدي اتفاق الرياض بأنّه يمثل فرصة حقيقية لإحلال السلام والاستقرار في البلاد، مشيرًا إلى أنّه يعد محطة انطلاق إلى العملية السياسية الشاملة التي ترعاها الأمم المتحدة.
تصريحات الرئيس الزبيدي تحمل أهمية بالغة وترسم إطارًا من تعامل المجلس الانتقالي مع تداعيات المرحلتين الراهنة والمقبلة، وأهمها عدم التنازل عن أي منجزات سياسية حقّقها المجلس الانتقالي.
واستطاع الانتقالي طوال الفترة الماضية، تحقيق إنجازات سياسية ضخمة، تجلّت واضحةً في وضع الجنوب عبر قيادته السياسية طرفًا فاعلًا في معادلة الحل الشامل للأزمة اليمنية المعقدة.
تصريحات الزبيدي التي تتضمّن تأكيدًا وتجديدًا من قِبل القيادة السياسية لعملها على الحصول على تمثيل عادل للجنوب في أراضيه، من منطلق "جزء من كل"، بمعنى أنّ إدارة الجنوب لأراضيه ووضعه على طاولة الحل السياسي جزءٌ من تحركات الجنوب الرامية إلى استعادة الدولة وفك الارتباط.
القيادة الجنوبية تتحرّك من منطلق العمل على استعادة الدولة وفك الارتباط، وهي تحركات أصيلة تدعمها قوة الحق والمنطق باعتبار أنّ شعبًا يعمل على استعادة أرضه، ويسعى للعيش بسلام.
هذا الواقع يُجهِض جزءًا من المؤامرة الإخوانية، حيث تلعب المليشيات الإرهابية التابعة لحكومة الشرعية على الوتر النفسي في محاولة للإدعاء بأنّ الانتقالي تخلّى عن تطلعات شعبه، وهو أمرٌ تكشف كذبه تحركاتُ القيادة السياسية على الأرض.