سوء التغذية في اليمن.. نظرة على الغول الكبير

الثلاثاء 20 أكتوبر 2020 21:21:00
testus -US

يعتبر سوء التغذية أحد الأعباء الغاشمة التي أحدثت كلفةً معيشية قاتمة، من جرّاء الحرب العبثية التي أشعلتها المليشيات الحوثية في صيف 2014.

وتعمل منظمات دولية على توثيق هذه الحالة المأساوية، حيث رصدت منظمة الصحة العالمية، معاناة سبعة ملايين و400 ألف شخص من سوء التغذية في مختلف أنحاء البلاد.

المنظمة الدولية قالت في بيانٍ لها، اليوم الثلاثاء، إنّ بينهم مليوني طفل دون سن الخامسة، ومليون و100 ألف امرأة حامل ومرضعة.

وأشارت "الصحة العالمية" إلى تلقيها تمويلًا من الحكومة الألمانية لمواصلة تشغيل برنامج التغذية للفئات ذات الأولوية.

"سوء التغذية" أحد الأعباء التي حاصرت السكان وسط أطنان من المعاناة، وهي أزمة تفاقمت بشدة بالنظر إلى الأزمة الصحية والمأساة الإنسانية الناجمة عن الحرب العبثية الراهنة.

أزمة سوء التغذية والفقر يراها محللون بأنّها حلقة مفرغة تعيد إنتاج نفسها، فسوء التغذية يؤدي إلى الفقر، فإذا كان الطفل يعاني من سوء التغذية لن يستطيع مستقبلًا أن يوفر دخلا جيدا لأسرته وبالتالي توفير التغذية المناسبة والخدمات الصحية والتعليمية اللازمة، ما يعني أن الأسرة ستعيش في ظروف اقتصادية وصحية وتعليمية سيئة تؤدي في نهاية المطاف إلى الفقر وسوء التغذية.

وتقول تقارير أممية إنّ الحرب الراهنة أحدثت انهيارًا شاملًا في النظام الصحي، تاركاً الأطفال عرضةً لانعدام الأمن الغذائي والمرض.

ويعاني ما يقرب من 2.2 مليون طفل من سوء التغذية الحاد، وهم بحاجة إلى الرعاية العاجلة، ويشمل ذلك 462 ألف طفل على الأقل يعانون من سوء التغذية الحاد، وهؤلاء يمكن أن يموتوا إذا لم يحصلوا على المساعدات التي يحتاجونها.

هذا الوضع المرعب الناجم عن الحرب الحوثية يتطلب أن يمارس المجتمع الدولي دورًا إغاثيًّا بشكل أكبر، مع ضمان وصول المساعدات إلى مستحقيها، بالإضافة إلى إلزام المليشيات الحوثية بالعمل على وقف الحرب، عبر ممارسة الكثير من الضغوط على هذا الفصيل المدعوم من إيران.