قضايا اختفاء الفتيات والاستغلال السياسي الرخيص
ياسر اليافعي
نعاني في المجتمعات الشرقية بشكل عام من موضوع العيب والشرف وإن كان ذلك يتعلق بحياة فتاة.
وفي حال اختفاء فتاة يتم التكتم على الأمر، خوفاً من الفضيحة، وتواجه البنت مصيرها لوحدها بدون تدخل من أحد، وهذه جريمة بحد ذاتها.
مؤخراً في عدن حدثت صحوة وبدأت الناس تلجأ إلى إبلاغ الأمن عن حوادث اختفاء بناتهم، وهذه ظاهرة تستحق الإشادة، وفي كثير من الحالات تم معالجتها والوصول إلى الفتيات بدون إثارة الأمر على مواقع التواصل الاجتماعي.
لكن المؤسف أن هذه الصحوة المتمثلة في الإبلاغ عن حالات الاختفاء تحولت إلى ظاهرة سلبية بعد نقل الأمر إلى مواقع التواصل الاجتماعي، واستغلال ذلك من قبل أطراف مختلفة لتحقيق مكاسب سياسية، وبدل أن يكون الأمر لصالح الفتيات المختفية تحول ضدهن وضد أسرهن.
يا ناس، يا عالم، ابعدوا عن الأعراض، هذه خطوط حمراء، ويجب ان تعالج بعيداً عن مواقع التواصل الاجتماعي، الا في حالة العجز والفشل وعدم التجاوب من قبل السلطات يمكن ان يتم نقلها إلى مواقع التواصل، لكن بعد اختفاء الفتاة بساعات يتم نقل قضيتها إلى "الفيسبوك" وترك الأمر للإشاعات.
هذا لا يساعد على عودة الفتاة ولا يساعد الأجهزة الأمنية في الوصول إلى الحقيقة، بل يعقدها وربما الفتاة هي الأخرى تتعقد وتشعر أن المجتمع أساء لها وحتى إذا عادت يترك عنها انطباع سلبي للغاية.
نعيد ونكرر، قضايا اختفاء الفتيات يجب ان تعالج خارج مواقع التواصل الاجتماعي، لأن هذه المواقع بلا ضوابط خصوصاً ان نحن نعاني من أزمة وعي خطيرة واستغلال سياسي رخيص.
وعلى كل ناشط أن يتقي الله قبل الكتابة بهذا الخصوص دون ان يعي الحقيقة أو يعرفها، سواء بالمبالغة أو التكذيب، والأفضل عدم الخوض في هذه المواضيع على مواقع التواصل الاجتماعي واقحامها في السياسة.