كورونا في الموسم الدراسي.. رخصة حوثية أمام تفشي الجائحة
يبدو أنّ موسم بدء الدراسة في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، سيكون بدايةً لأزمة متفاقمة للغاية، تتعلق بمزيدٍ من التفشي لجائحة كورونا.
الحديث عن تحذيرات عديدة من إطلاق مليشيا الحوثي العام الدراسي الجديد، دون اتخاذ أي تدابير احترازية لمواجهة تفشي فيروس كورونا.
واعتبر مراقبون، أنّ إقدام المليشيات الحوثية على اتخاذ هذا القرار غير المدروس يعد استهتارًا بصحة الطلاب والمجتمع، كما أنه يعد "كارثة".
وتتعامل مليشيا الحوثي مع المؤسسات التعليمية بشكل غير واضح ومتخبط، وتسببت وفق صحيفة الشرق الأوسط، في إرباك أولياء الأمور والطلبة، خاصة مع طريقة تعاملها مع تفشي فيروس "كورونا".
وطوال الفترة الماضية، برهنت المليشيات الحوثية على فشلها الذريع في التعامل مع كورونا، ليس فقط فيما يتعلق بانعدام اتخاذ إجراءات احترازية على صعيد واسع، لكنّ المليشيات تعمّدت إفساح المجال أمام تفشي الجائحة.
إقدام الحوثيين على إطلاق موسم دراسي جديد خاليًّا من إجراءات احترازية لمواجهة فيروس كورونا خطوة ليست بالجديدة في هذا السياق، فكثيرًا ما أقدمت المليشيات على اتخاذ خطوات مماثلة.
ففي الوقت الذي سجّلت فيه جائحة كورونا حضورًا طاغيًّا في مناطق الحوثي، فإنّ المليشيات اتبعت سياسة إخفاء الحقائق بشأن الجائحة، وهو عملٌ خبيث يتناقض مع ما يتطلبه التعامل مع وباء ينتشر بهذه السرعة المرعبة.
تعبيرًا عن ذلك، عمّمت المليشيات على جميع المستشفيات والمراكز الطبية بعدم الإعلان والإفصاح عن أي حالات إصابة بالوباء أو خروج أي من حالات الوفاة إلى وسائل الإعلام، فضلًا عن إجراءاتها البوليسية والترهيبية وترويعها لأسر المصابين والمتوفين بكورونا يجعل هذه الأسر تخفي وجود إصابات، وهذا يشكل خطرًا كونه يساعد على انتشار المرض.
بالإضافة إلى ذلك، فإنّ المليشيات الحوثية لم تراعِ اتخاذ أي إجراءات احترازية من أجل كبح جماح تفشي كورونا، لكنّها سمحت بالتجمعات في مناطق عديدة، من أجل خدمة مصالحها في المقام الأول.
وسبق أن حذّر أطباءٌ متخصصون في محافظة صنعاء من طريقة تعاطي مليشيا الحوثي مع مخاطر انتشار فيروس كورونا، واعتبروا ذلك كارثة تهدد 30 مليون شخص.
ودفعت المليشيات الحوثية ثمن هذا التراخي الواسع، عندما سجّلت وفيات بكورونا من بين قيادات صفها الأول، بعدما مارست إهمالًا حادًا في إجراءات التباعد الاجتماعي .