مئوية الشهيد الحوشبي.. جنوب تُروَى أرضُه بدماء أبطاله
في ظل تضحيات جِسام يُسطّرها شهداء الجنوب الذين يُؤثِرون التضحية بأرواحهم من أجل وطنهم، فإنّ القيادة الجنوبية، ممثلة في المجلس الانتقالي، دائمًا ما تحيي ذكريات هؤلاء الشهداء، الذين لا تضيع تضيحاتهم عن ذاكرة الوطن.
اليوم السبت كان موعد إحياء مئوية الشهيد البطل العميد يُسري عبيد حازم الحوشبي، القائد السابق للواء العاشر صاعقة، حيث أقيمت الفعاليات في العاصمة عدن، برعاية رئيس المجلس الانتقالي الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي.
الفعالية شهدت إلقاء العديد من الكلمات، أبرزها كلمة اللجنة التحضيرية للحفل، وكلمة أسرة الشهيد التي ذكرت الحاضرين بنضالاته، وأدواره البطولية التي خاضها في سبيل الدفاع عن الجنوب وقضيته.
وخلال الفعالية، أكّد مساعد الأمين العام لهيئة رئاسة المجلس الانتقالي فضل الجعدي، أنّ ثمار التضحيات التي قدمها شهداء الجنوب الأبطال ستكلل بالنصر لا محالة، مشددًا على أنّ الوفاء للشهداء هو الوفاء لدمائهم الطاهرة من خلال السير في الطريق الذي سلكوه حتى تحقيق الأهداف.
الجعدي دعا الجميع إلى تذكر تضحيات الشهداء، الذين قدموا أرواحهم الطاهرة في سبيل استعادة دولة الجنوب.
وسلم الجعدي نسخة من كتاب يُخلد مسيرة الشهيد إلى الرئيس عيدروس الزُبيدي، ونسخة أخرى إلى أعضاء هيئه الرئاسة، إلى جانب عرض فيلم وثائقي يحكي قصة حياة الشهيد.
واستشهد القائد يسري الحوشبي في الرابع من يوليو الماضي، متأثرًا بإصابته التي تعرض لها في معارك محافظة أبين أمام المليشيات الإخوانية الإرهابية التابعة لحكومة الشرعية، حيث أصيب بطلق ناري بمنطقة الرأس.
ارتقاء الحوشبي أحدث صدمة شعبية في كافة أرجاء الجنوب، بالنظر لما تحلّى به هذا القائد العسكري من جسارة وما قدّمه من جهود باسلة وتضحيات عظيمة، سواء في مواجهة المليشيات الحوثية أو المليشيات الإخوانية.
وبفضل كفاءاته العسكرية، اختير لقيادة اللواء العاشر صاعقة، منذ تأسيسه عام 2019، ليتولى مهمة الدفاع عن شقرة في أبين، وظل في منصبه حتى استشهاده على يد مليشيا الإخوان، وقد أصيب تحديدًا في معارك قرن الكلاسي، على جبهة شقرة بمحافظة أبين في 19 يونيو الماضي.
تضحية الحوشبي بروحه من أجل الجنوب وشعبه ستظل نبراسًا في الجنوب، يجدّد الآمال نحو أن يتمكّن الجنوبيون من هزيمة المتآمرين على الجنوب، والساعين إلى زعزعة أمنه واستقراره واحتلال أراضيه.
ويمكن القول إنّ الجنوبيين يسيرون على درب شهدائهم، نحو تحقيق تطلعاتهم وأحلامهم عملًا على استعادة الدولة وفك الارتباط، في وقتٍ تحقّق فيه القيادة السياسية الجنوبية المزيد من الإنجازات على مختلف الأصعدة، وهو ما يقرِّب الحلم أكثر وأكثر، مهما زادت التضحيات.
وفيما تكثر الاعتداءات الإخوانية "الجبانة" ضد الجنوب وشعبه، فإنّ الدماء التي تُسال من جرّاء هذا الإرهاب تُزيد صلابة الجنوبيين وتمسُّكهم بمطالبهم العادلة، وتوطِّد التلاحم الشعبي وراء المجلس الانتقالي، وهو الممثل الوحيد للشعب الجنوبي وقضيته العادلة.