بطولات شهداء الجنوب تجهِض الحرب الشاملة
رأي المشهد العربي
تزداد قضية الجنوب عدالة وحيوية وجسارة بدماء شهدائها، الذين ضحّوا بأرواحهم وفضلوا أن تنتهي حياتهم ليحيا وطنهم شامخا عزيزا، وتظل رايته خفاقة.
بذل الجنوب قائمة طويلة من الشهداء، الذين ارتقت أرواحهم وهم يقفون على الجبهات كالأشاوس، في مواجهة أشرار يتكالبون على الوطن وأمنه واستقراره ليل نهار، من المليشيات الإخوانية الإرهابية التابعة لحكومة الشرعية، وكذا حليفتها المليشيات الحوثية.
ولأنّ الجنوب لا ينسى شهداءه الأبرار أبدًا، تحرص القيادة السياسية الجنوبية، ممثلة في المجلس الانتقالي، على تنظيم فعاليات تأبين لهؤلاء الأبطال، الذين حُفِرت أسماؤهم بالنور والذهب في تاريخ الجنوب.
حرصت القيادة الجنوبية على تخليد ذكرى الشهداء، -وما أكثرهم-، باعثة برسالة لكافة الجنوبيين، بأنّ الوطن لا يمكن أن يتغافل عن تضحياتهم، وأنّ ما سطّروه لحماية الأرض سيُضاف إلى ملحمة التاريخ الجنوبي العظيم.
لهذا التوجّه أثر بالغ في قلوب الجنوبيين بمختلف أعمارهم وأطيافهم، مما يُعلي من قيمة حب الوطن ويعظّم من فكرة التضحية من أجله، وهي أنبل تضحية يمكن أن يقدمها إنسان.
تخليد ذكرى الشهيد أيضًا يساهم في رفع درجة الوعي بتاريخ الوطن النضالي، وإعلاء التكاتف وراء قيادة الوطن، ومن هنا يتشكّل حائط الصد الرئيسي في مواجهة الأعداء.
أهمية هذا الأمر تتضح أكثر بالنظر لما يتعرّض له الجنوب من حرب شاملة، سواء أكانت عبر الاعتداءات المسلحة بالمفهوم التقليدي للحروب، أو عن طريق حرب بشعة تتعلق بتردي مختلف الخدمات الحيوية، بالإضافة إلى حرب ضد الوعي وضد الانتماء للوطن، وكذا حرب نفسية تقوم على إحداث وقيعة بين الشعب وقيادته.
كل هذه الصنوف من الحروب الشاملة أشعلتها الشرعية ضد الجنوب، وهو ما يحتاج للوعي الشامل من أجل التصدي لكل هذه الاعتداءات التي تُحاك ضد الجنوب في توقيت متزامن.