سوء التغذية في الجنوب.. سرطان الشرعية ينهش في عظام الوطن
أي وضع معيشي مروّع في الجنوب ذلك الذي نجم عن إرهاب فظيع تمارسه حكومة الشرعية المخترقة من حزب الإصلاح الإخواني على صعيد واسع.
ففي نتيجة مباشرة لسياسة تردي الخدمات التي تتبعها الشرعية في عدوانها على الجنوب، فإنّ إحصاءات حديثة وثّقت هذا الوضع المرعب.
فبحسب بيان مشترك لمنظمة الأغذية والزراعة "فاو"، وبرنامج الغذاء العالمي، ومنظمة يونيسف، فقد ارتفعت حالات سوء التغذية بنسبة 10% في 133 مديرية بالجنوب.
البيان الصادر اليوم الثلاثاء، قال إنَّ معدلات سوء التغذية الحاد بين الأطفال دون سن الخامسة وصلت إلى أعلى معدل على الإطلاق في عدة مناطق، مشيرًا إلى أن نقص التمويل يهدد برامج الإغاثة.
وأشار البيان إلى تسجيل أكثر من نصف مليون حالة من سوء التغذية الحاد في الجنوب، موضحًا أن أكبر زيادة هي في حالات الأطفال الصغار.
وحذر من أن 98 ألف طفل على الأقل دون سن الخامسة معرضون لخطر الموت دون علاج عاجل لسوء التغذية الحاد الوخيم.
هذا التوثيق المرعب يمكن القول إنّه يقدّم نتيجة مباشرة عما تمارسه حكومة الشرعية من إرهاب متفاقم، يقوم على تردي الخدمات وإهمالها وتعمّد تجويع المدنيين بشكل مباشر.
ولا يمكن اعتبار هذا الأمر مفاجئًا بأي حالٍ من الأحوال، فالشرعية تملك باعًا طويلة فيما يتعلق بالعمل على إحلال فوضى معيشية قاتمة في الجنوب، والعمل على تردي الخدمات التي يحتاجها المواطنون بشكل رئيسي.
إقدام الشرعية على إشهار هذا السلاح الغاشم تزامن معه العمل على نهب ثروات الجنوب على صعيد واسع، حيث ارتكب قيادات الشرعية النافذون العديد من جرائم النهب والسطو على ثروات الجنوب، ومنها - مثالًا لا حصرًا - محافظة شبوة التي تتمتع بثروة نفطية وضعتها الشرعية على أجندة النهب والسطو.
هذا الوضع الذي يخلو من أي إنسانية، يجدّد عديد المطالب التي لا يمكن التراجع عنها، وهي حق أن يدير الجنوبيون أراضيهم بأنفسهم، وهذا الأمر لا يتحقق من دون أن يقرر الجنوبيون مصيرهم، وهذا الأمر يبدو أنّه حُدِّد في الأساس، وهو استعادة الدولة وفك الارتباط، وهو خطوة رئيسية تعطي أصحاب الأرض حق إدارة أراضيهم ومؤسساتهم وثرواتهم.