الحوثيون يغتالون أنفسهم.. هل خرجت الأمور عن السيطرة؟
يبدو أنّ "الاغتيالات" سيكون لها دور حاسم في مستقبل المليشيات الحوثية بالنظر إلى تفاقم هذه الحالة على الأرض، على نحو ربما يعود بقوة إلى صراعات الأجنحة التي تضرب هذا الفصيل الإرهابي.
فبعد ساعات من اغيتال حسن زيد وزير الشباب والرياضة في حكومة الحوثيين غير المعترف بها في هجومٍ راحت ضحيته أيضًا ابنته، فقد اغتيل القيادي الحوثي المدعو محمد يحيى المداني.
ففي الساعات الأولى من اليوم الأربعاء، اغتال مسلّحون مجهولون المداني، وهو رئيس الهيئة العليا للأدوية والمستلزمات الطبية الخاضعة للمليشيات، بالقرب من مستشفى آزال في صنعاء.
واقعة اغتيال المداني تأتي بعد نحو 24 ساعة من واقعة اغتيال حسن زيد، حيث هاجمه وابنته مسلحون استهدفوا سيارته في جسر مدينة حدة بصنعاء، ونقل الوزير الحوثي وابنته للمستشفى لتلقي العلاج وهما في حالة خطيرة، قبل أن يتم الإعلان عن مقتلهما.
تسارع وتيرة الاغتيالات في المعسكر الحوثي أثار العديد من التساؤلات حول أسباب هذه الحوادث، والتي يرجعها كثيرٌ من المحللين إلى أنّها بسبب صراعات الأجنحة التي تضرب المليشيات.
تتفق مع ذلك مثلًا صحيفة "العرب" اللندنية، التي قالت في تقرير لها اليوم الأربعاء،إنّ واقعة اغتيال الوزير الحوثي جزء من مسلسل الصراع المتنامي بين الأجنحة داخل المليشيات.
الصحيفة قالت إنّ الواقعة مؤشر على وصول الصراع إلى مستوى جديد من العنف، خاصةً وأن الحادثة وقعت في منطقة تخضع لإجراءات أمنية مشددة.
وحتى تضمن المليشيات السيطرة على الأمور ومنع تفاقمها بشكل حاد، فيبدو أنّها تعتزم المليشيات توظيف الحادثة في خطابها الإعلامي، بما يتلاءم مع أهدافها من ناحية، وبما يمكن من التستر على الجناة الفعليين من ناحية ثانية.
الدليل على ذلك هو أنّه فور الإعلان عن حادثة اغتيال الوزير الحوثي، ذهبت المليشيات إلى إلقاء المسؤولية على التحالف العربي وذلك دون أن تُحقّق أصلًا فيما حدث، وهو ما اعتبره محللون خطوة استباقية من المليشيات تستهدف إخفاء التفاصيل الحقيقية، التي تقف وراء عملية الاغتيال.
يُشير كل ذلك إلى أنّ المليشيات الحوثية تعيش الآن أيامًا شديدة الصعوبة، بعدما بلغ حجم الأجنحة حدًا، يبدو أنّه قد خرج بالفعل عن السيطرة.
وشهدت الأشهر الماضية، تصاعدًا ضخمًا في صراعات الأجنحة التي ضربت المعسكر الحوثي، واندلعت الكثير من الاشتباكات بين قيادات وعناصر هذا الفصيل، وكان دائمًا السبب في ذلك هو التصارع على الأموال والنفوذ.
وبالنظر إلى وصول الأمر إلى حد الاغتيالات والتصفية الجسدية المباشرة، فإنّ معسكر المليشيات ضربه زلزال كبير، يحمل أضرارًا بالغة على قدرة هذا الفصيل الإرهابي على الاستمرار في إشعال الحرب العبثية القائمة منذ صيف 2014.