الضغط الدولي على إيران.. كيف يكبح جماح الإرهاب الحوثي؟
بالنظر إلى السياسات الخبيثة التي تتبعها المليشيات الحوثية، وتسبّبها الرئيسي والمباشر في إطالة أمد الحرب بإيعاز مباشر من إيران، فإنّ المرحلة المقبلة تستلزم ممارسة الكثير من الضغوط ضد طهران، ومحاصرتها بالكثير من الضغوط من أجل تجاوز هذا الوضع القاتم.
الحرب العبثية التي يشعلها الحوثيون في اليمن، هي في الأساس حرب تخوضها المليشيات بالوكالة عن إيران، التي تحرّك هذا الفصيل الإرهابي كما يحلو لها، عملًا على تحقيق أهدافها الخبيثة وأجندتها المتطرفة.
وفيما توالت الدعوات الدولية نحو ضرورة إحلال السلام في اليمن، بعدما طال أمد الحرب على نحوٍ لا يُطاق على الإطلاق، إلا أنّ المليشيات الحوثية تصر على التصعيد العسكري، ويتجلّى ذلك في الهجمات المتواصلة والتي استعرت كثيرًا في الفترة الأخيرة ضد المملكة العربية السعودية، وهي هجمات إرهابية دائمًا ما يجهضها التحالف العربي.
استعار الإرهاب الحوثي ضد السعودية يأتي تنفيذًا لأجندة خبيثة أعدتها إيران، بغية تعريض أمن المملكة للخطر من خلال شن اعتداءات إرهابية تستهدف أعيانًا وأهدافًا مدنية.
ويبدو أنّ هذا التصعيد الحوثي الإيراني يبعث برسالة من قِبل هذا المحور الشرير، يحمل إصرارًا على التصعيد العسكري بشكل كامل، تحديًّا للدعوات التي أطلقت مؤخرًا لضرورة إحداث تهدئة عسكرية تضفي مزيدًا من الآمال نحو إمكانية إحداث حلحلة سياسية شاملة.
أمام هذا الإصرار الخبيث، فإنّ المرحلة المقبلة تستدعي ممارسة الكثير من الضغوط من قِبل المجتمع الدولي ضد محور الشر الحوثي الإيراني، وذلك من خلال اتباع سياسة حاسمة في مواجهة هذا الإرهاب المحتدم.
وفيما تلعب الضغوط السياسية دورًا مهمًا في هذا الإطار، فقد ذهبت واشنطن إلى هذا المنحى، من خلال العمل على ممارسة الضغوط على طهران وحشرها في بؤرة الاتهامات التي تطيل أمد الحرب وتُجهِض آمال تحقيق الاستقرار.
وفي هذا الإطار، قال السفير الأمريكي لدى السعودية، جون أبي زيد، إن التدخلات الإيرانية في اليمن تعقد مسار السلام، وأكّد أن الولايات المتحدة الأمريكية تعمل إلى جانب السعودية والمبعوث الأممي مارتن جريفيث من أجل إحلال السلام في اليمن.
السفير الأمريكي شدّد كذلك على أنّ تعزيز السلام والاستقرار في المنطقة هدف مشترك بين السعودية والولايات المتحدة، محذرًا من تهديدات الأذرع الإيرانية في العراق وسوريا ولبنان واليمن.
مثل هذه الضغوط السياسية التي يتم إشهار سلاحها ضد الإرهاب الحوثي الإيراني، ستلعب دورًا أكثر حسمًا إذا ما تزامن معها اتباع سياسة فرض العقوبات ضد إيران، لا سيّما ما يتعلق بالتسليح الذي تقدمه طهران للمليشيات.
ولا شك أنّ عرقلة طريق التسليح الإيراني للحوثيين سيكون أحد الأسباب المباشرة التي تساهم في كبح جماح الإرهاب الحوثي بشكل كامل، على نحوٍ قد يُشكّل خطوة أولى على طريق الاستقرار.