الحوار مع الحوثيين.. جهود مثمرة أم إضاعة للوقت؟
جهود دؤوبة يبذلها المجتمع الدولي من أجل إحلال السلام في اليمن، وسط تباين بين ضرورة التوجّه نحو المحادثات السياسية أو ممارسة ضغوط من نوع آخر.
ففي أحدث التوجهات الرامية إلى إحداث حل سياسي في اليمن، شدّد وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط، جيمس كليفرلي، على ضرورة التوصل إلى اتفاق بشأن اقتراح المبعوث الأممي لليمن مارتن غريفيث، للسلام بشكل عاجل.
وكشف الوزير البريطاني في تصريحات صحفية، عن اتصالات مع مليشيا الحوثي الإرهابية، لمحاولة تشجيعهم على العمل معًا، واعتناق السلام.
وقال كليفرلي إنّه طالب المليشيا بإعادة بناء الثقة عبر السماح بالوصول إلى ناقلة النفط (صافر)، وضمان وصول الدعم الغذائي إلى المستفيدين.
الوزير البريطاني حذّر كذلك من خطر المجاعة، وتفشي فيروس كورونا، مؤكدًا أنه ليس هناك حل عسكري حاسم للصراع.
التواصل البريطاني مع الحوثيين أثار تساؤلات فيما يتعلق بجدوى هذه التحركات، وما إذا كانت الاستراتيجية الواجب اتباعها مع الحوثيين هي سياسة الحوار أم أنّ ذلك سيكون بمثابة إضاعة للوقت.
ما يفرض هذا الجدل هو أن المليشيات الحوثية أضاعت كثيرا من الجهود التي رمت إلى التوصل إلى حل سياسي، كما أجهضت العديد من المبادرات التي قدمت من أجل التوصل إلى حل توافقي يوقف لهيب الحرب المستعرة.
وبالتالي، فإن التوجه نحو محاورة الحوثيين ربما يمثل وفقا لوجهات نظر قد تبدو متشائمة، ربما يشكل إضاعة للوقت وهو ما يبعث برسالة مقلقة حول مستقبل الحرب المستعرة.
وعلى ما يبدو، فإن المرحلة المقبلة تستلزم اتخاذ مزيد من الإجراءات الحيوية التي تشكل ضغطا حاسما وحيويا على هذا الفصيل الإرهابي من أجل منح الحرب استراحة طال انتظارها كثيرا.