كيف يتعامل المجتمع الدولي مع الإرهاب الحوثي المتفاقم؟
تصاعد مرعب لوتيرة الخروقات التي تمارسها المليشيات الحوثية الموالية لإيران، للهدنة الأممية التي تضمّنت اتفاقًا على وقف إطلاق النار في جبهة الحديدة.
الساعات الماضية كانت شاهدةً على مزيدٍ من الإرهاب الحوثي الغاشم، حيث شنّت المليشيات الإرهابية، 75 عدوانًا جديدًا على الأبرياء في مختلف أنحاء محافظة الحديدة.
وفي هذا الإطار، قالت القوات المشتركة إنّها رصدت انتهاكات المليشيات المدعومة من إيران، في مناطق الطور والجاح والفازة والجبلية ومركز مدينة التحيتا وحيس وكيلو 16 شرق مدينة الحديدة.
وأوضحت أنّ الخروقات شملت عمليات استهداف للقرى والمزارع، وامتدت إلى قصفها بقذائف الهاون الثقيل من عياري 120 و82 وقذائف (بي إم بي).
خروقات الحوثي في الحديدة لم تعد مستغربة على الإطلاق بل تتكرر بشكل يومي ضمن إرهاب تصنعه المليشيات بشكل مروّع للغاية،يتضمّن إفساحًا للمجال أمام إطالة أمد الحرب كثيرًا.
المليشيات الحوثية وهي تصر على التصعيد العسكري، فإنّها تُجهض العديد من الآمال والجهود التي رمت إلى التوصّل إلى تهدئة سياسية وحل توافقي يخمد لهيب الحرب.
ولا يعرف إلى متى يستمر العبث الحوثي بمسار اتفاق السويد الموقع في ديسمبر 2018، ولم يُسجل أي اختراق في جدار الأزمة، وذلك بالنظر إلى حجم الخروقات العبثية الذي طال هذا المسار، والتي بلغت أكثر من 15 ألف خرق.
السياسة الخبيثة التي يتبعها الحوثيون هي بالتأكيد تفرض مزيدًا من الأعباء على السكان الذين حشروا بين أطنان من المعاناة، بعدما خلّفت الحرب الحوثية أزمة إنسانية هي الأشد بشاعة على مستوى العالم.
أمام هذا الواقع القاتم، فإنّ المجتمع الدولي لا يجب أن يتعامل مع المليشيات الحوثية بأن ينتظر جنوحها نحو السلام، لكنّ الأمر يستلزم ممارسة أقصى قدرٍ من الضغوط على المليشيات ومحاصرتها عبر هذه الضغوط، وذلك من أجل إجبارها على الانخراط في مسار سلمي، يجنِّب المدنيين مزيدًا من المعاناة.
وربما يمثّل توجّه المجتمع الدولي عبر منظماته المعنية أو أطرافه القوية إلى فرض عقوبات على قيادات هذا الفصيل الإرهابي، وسيلة ناجعة فيما يتعلق بالضغط على المليشيات بشكل يحقّق المأمول، دون إضاعة مزيد من الوقت.