تهريب النفط نموذجًا.. الشرعية في خدمة محور الشر

الأحد 1 نوفمبر 2020 19:20:00
testus -US

يمكن اتخاذ وقائع تهريب النفط إلى المليشيات الحوثية كدليل دامغ على أن الشرعية تعمل في صالح محور الشر القطري الإيراني التركي، في ظل مساعي تلك القوى المعادية لإيجاد موطئ قدم في المحافظات الجنوبية الغنية بالنفط للسيطرة عليه، وهو ما يكشف حجم المؤامرات التي تنسجها الشرعية لتمكين تركيا من ميناء بلحاف الإستراتيجي في شبوة.

تعمل الشرعية بكل قوة لكي تقدم خدماتها الجليلة لمحور الشر بما يضمن استمرار توالي الدعم المالي المقدم إليها من تلك القوى، فهي تدرك أنها بلا ظهير شعبي في الجنوب ولا يمكن أن تستمر في احتلالها لبعض محافظات الجنوب إداريا إلا من خلال هذا التمويل، وبالتالي فإن الهيمنة على النفط تكون في مقابل تدفق الأموال إليها سواء كان ذلك من خلال قطر أو تركيا أو أي قوة تعادي التحالف العربي.

يرى مراقبون أن الشرعية تستخدم نفط الجنوب كأداة من الممكن استخدامها لجذب قوى الشر إلى المحافظات الجنوبية، حيث أنها تقدم وعودا سخية لتلك القوى بإمكانية تسهيل مهمتها نحو السيطرة على مصادر النفط، وأن ذلك التنسيق يضمن توالي وصول الأسلحة والأموال بل والعناصر الإرهابية إليها في ظل الحصار المحكم الذي تمارسه القوات المسلحة الجنوبية عليها.

ويؤكد متابعون على أن سعي الشرعية للسيطرة على ميناء بلحاف لا ينفصل عن جرائمها الحالية بحق تهريب النفط إلى المليشيات الحوثية، ففي كلا الحالتين تحاول أن تكون طرفا مستفيدا من المقدرات الجنوبية، وتقوم بدور "السمسار" الذي يسهل عمليات السيطرة على مقدرات الجنوب، إما لخدمة قوى إقليمية معادية بشكل مباشر أو للضغط على التحالف العربي نحو عدم تنفيذ بنود اتفاق الرياض بشكل غير مباشر.

وقبل أيام جرى الإعلان عن تدشين تنظيم الإخوان الإرهابي – المُهيمن على الشرعية - خط تهريب للمشتقات النفطية ينطلق من محافظة حضرموت مرورًا بشبوة وصولًا إلى مليشيا الحوثي الإرهابية في صنعاء.

وقالت مصادر إن شبكة التهريب تعمل لحساب شراكة بين محافظ شبوة الإخواني المدعو بن عديو، وزعيم مافيا احتكار النفط المدعو أحمد العيسي، بمشاركة قيادات عسكرية ومدنية، وأوضحت أن خط التهريب يعتمد على منطقتي الحضن وشوحط بمديرية لودر كمحطة شحن وتفريغ رئيسية، قبل نقل الشحنات المهربة إلى مليشيا الحوثي.

وأشارت إلى خروج عشرات الشاحنات المحملة بصهاريج النفط يوميًا من شبوة وحضرموت إلى المنطقة الوسطى في أبين، عبر صهاريج كبيرة، لتفريغها في شاحنات أصغر حجمًا، قبل أن تتجه إلى عقبة (المحلحل) ومنها إلى مكيراس والبيضاء وذمار وصنعاء.

ولفتت إلى توافد مئات الشحنات المهربة يوميًا إلى موقع التفريغ والشحن في لودر، مؤكدًا أن مدير أمن لودر المدعو حمصان، يتولى تأمينها بالتعاون مع مدير أمن أبين على باعزب، مقابل مبالغ طائلة، ونبهت المصادر إلى اشتراك تجار محليين منهم المدعو (علي ربيح) وأولاد تاجر يدعى (صالح عبدالله)، في أعمال التهريب.

وبالتوازي مع ذلك شهدت محافظة شبوة، الأسبوع الماضي، تحركات مشبوهة للمدعو "وليد الفضلي" الذي بدا كأنه طرف جديد توظفه الشرعية لتحقيق مآربها، وذهب إلى لقاء محافظ شبوة الإخواني المدعو بن عديو وناقش معه إمكانية سيطرة مليشيات الإخوان على ميناء بلحاف بما يمهد الطريق أمام تهريب الأموال والأسلحة والمخدرات للعناصر الإخوانية وكذلك المليشيات الحوثية حال تمكنت من اختراق الجنوب.