ترهل الشرعية يعمَق صراعات الإخوان المسلحة في تعز

الاثنين 2 نوفمبر 2020 20:18:00
testus -US

فقدت الشرعية السيطرة على العناصر الإرهابية الموالية لها ما سمح بتزايد وتيرة الصراعات المسلحة بين مليشيات الإخوان في محافظة تعز، والتي أخذت منحى خطيرا خلال الأيام الماضية بعد أن أغلقت المليشيات الشوارع الرئيسية في المدينة، وهو ما تسبب في شل حركة الحياة في مناطق واسعة تقع تحت سيطرة الشرعية.

تسبب ترهل الشرعية في أن يكون صراع النفوذ بين المكونات الفاعلة داخل مليشيات الإخوان على أشده في ظل رغبة كل طرف في أن يكون المهيمن على المكاسب المالية التي تصل إلى المليشيات من الخارج مع توالي الدعم القطري التركي، وبدت مدينة تعز واقعة بشكل أكبر تحت هيمنة المليشيات المسلحة الموجودة فيها وخارج إطار نفوذ الدولة بمعناها التقليدي المعروف.

تعاني محافظة تعز من فوضى أمنية تسببت فيها المليشيات المسيطرة عليها، بعد أن قويت شوكتها في أعقاب بناء معسكرات تدريب الإرهابيين ومع استمرار التنسيق المستمر بين المليشيات الإخوانية وبين العناصر الإرهابية التي أضحت تتواجد بكثافة في المحافظة، إضافة إلى تواجد الحوثيين على حدود المحافظة وهو ما جعل الأهالي في حصار محكم من مختلف المليشيات وضاعف ذلك من أوضاعهم الإنسانية المتردية.

يرى مراقبون أن صراعات مليشيات الإخوان في تعز دليل جديد على ضعف حزب الإصلاح الذي لم يعد له وجود على الأرض سواء على المستوى السياسي أو العسكري، وبالتالي فإن الشرعية الواقعة تحت سيطرة هذا الحزب أضحت أكثر ضعفا من ذي قبل، وأن مناوشاتها الحالية في الجنوب لا تعبر عن قوتها الحقيقية وإنما هي بالأساس أسيرة لتمويلات قوى معادية تسعى لنشر الفوضى بالمحافظات الجنوبية، وأن توقف الدعم الوافد إليها يعني انتهاءها سياسيًا وعسكريًا.

وأغلق مسلحون موالون لمليشيا الإخوان الإرهابية، اليوم الاثنين، عشرات الشوارع الرئيسية في مدينة تعز، بحسب تصريحات مصادر محلية لـ "المشهد العربي"، وأعاق المسلحون حركة السير، كما هددوا من يحاول إعادة فتح الطرقات.

وأكدت المصادر أن إغلاق الطرق يعد امتدادًا للمواجهات المسلحة التي شهدتها منطقة وادي القاضي، بين الفصائل الإخوانية، حيث قتل خلالها شاب يدعى عبدالله أمين، وهو نجل قيادي بارز في تنظيم الإخوان الإرهابي في مديرية جبل حبشي.

وكشفت مصادر محلية، عن تفاصيل جديدة حول الاشتباكات التي اندلعت ظهر أمس الأحد، في وادي القاضي بتعز، مشيرة إلى أن الاشتباكات ناتجة عن عمليات تصفية داخلية بين مليشيا الإخوان.

ونوهت إلى أن القتيل الذي يدعى عبدالله أمين الحبشي هو نجل قيادي أمني بارز، والمسؤول العسكري والأمني للإخوان في مديرية جبل حبشي، لافتة إلى أن المُسلحين أطلقوا النار على نجل القيادي، الذي كان يستقل حافلة بوادي القاضي، حيث جرى إسعافه إلى مستشفى الروضة، لكنه فارق الحياة.

وأشارت إلى أن أحد القيادات العسكرية المُقربة من القتيل، حضر إلى المستشفى لزيارته لكنه فوجئ بإطلاق النار عليه، موضحة أن أحد مرافقي القيادي في اللواء 17 ويدعى عمر سلطان، قتل على يد مُسلحين كانوا يتواجدون بالقرب من المستشفى، الذي أسعف له عبدالله، ما أسفر عن مقتل أحد مرافقيه.

وبينت أن المُسلحين يتبعون القائد العسكري لمليشيا الإخوان، عبده فرحان المشهور بـ"سالم"، وأوضحت أن والد القتيل أمين عبده سعيد كان مسؤولًا تنظيميًا على "سالم" قبل سنوات، وتحديدًا أثناء إقامتهم في مدينة عدن.