الحوثي يستفيد من الارتباك الأممي بتصعيد عملياته العسكرية بالحديدة
تستفيد المليشيات الحوثية من الارتباك الأممي الواضح بشأن "الإعلان المشترك" والذي يواجه اعتراضات من قبل الشرعية وكذلك الحوثيون أنفسهم، وذلك بتصعيد عملياتها العسكرية في محافظة الحديدة بعد أن تأكدت أن جرائمها لن يحاسبها عليها أحد، وأن الطريق نحو الحل السياسي سيكون طويلا.
سلمت الأمم المتحدة المسودة النهائية من خطتها للحل السياسي إلى الطرفين، وبالرغم من أن هناك ضغوطات دولية باتجاه تمرير تلك الخطة عبر إرغام الشرعية والحوثي على الجلوس على طاولة مفاوضات جديدة في سويسرا الشهر الجاري، إلا أن العناصر المدعومة من إيران لا تلتفت كثيرا لما يجري على الساحة الإقليمية بعد أن مارست إرهابها على مدار العامين الماضيين في أعقاب التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار في الحديدة بمدينة ستوكهولم.
من المقرر أن تقدم المليشيات الحوثية اعتراضها على الخطة الأممية والأمر ذاته بالنسبة للشرعية ما سيدفع المبعوث الأممي لإدخال تعديلات جديدة وتقديم مسودة خامسة إلى الطرفين بعد أن ضلت أربع مسودات سابقة طريقها نحو التوافق، الأمر الذي يجعل الأمم المتحدة تدور في دائرة مفرغة من عدم الرغبة في التوصل إلى اتفاق سياسي.
تتعامل الأمم المتحدة مع المليشيات الحوثية على أنها ضمن الأحزاب السياسية التي لديها أجندة وطنية وهو أمر بعيد عن الواقع لأنها بالأساس مليشيات تابعة لإيران وعملت طيلة السنوات الماضية على تغيير الثقافة العامة لدى المواطنين لتكون على هوى إيران وظهر ذلك من خلال تغيير المناهج وتغييب العقول واحتفائها بالمناسبات الدينية على الطريقة الإيرانية.
لا تنشغل المليشيات الحوثية كثيرا بالحلول السياسية وتركز بالأساس على جرائمها العسكرية باعتبارها الضمانة الوحيدة لإطالة أمد الصراع، واستمرارا لجرائمها بحق المدنيين، أصابت مليشيا الحوثي الإرهابية، اليوم الاثنين، امرأة في قصف مدفعي استهدف القرى السكنية في منطقة الفازة بمديرية التحيتا جنوب الحديدة.
وكشف مصدر طبي عن إصابة فاطمة أحمد عبدالله (50 عامًا) بشظايا قذيفة أطلقتها المليشيا في يدها اليسرى، داخل منزلها، ولفت إلى إسعاف المصابة إلى مستشفى الخوخة لتلقي الإسعافات الأولية، قبل تحويلها إلى مستشفى أطباء بلا حدود في المخا.
كما وقعت اشتباكات اليوم الاثنين، بين القوات المشتركة ومليشيات الحوثي، المدعومة من إيران، جنوب مديرية حيس في جنوب الحديدة، وتصدت وحدات القوات المشتركة، المرابطة في مفرق سقم جنوب حيس لعدوان مليشيا الحوثي الإرهابية، على الأحياء السكنية في المديرية.
وأكد مصدر عسكري أن القوات المشتركة، نجحت في إيقاف الهجوم على المدينة، وأجبرت عناصر المليشيا الإرهابية على التراجع والانسحاب.
كما هاجمت مليشيات الحوثي الإرهابية، اليوم الاثنين، قرى في مدينة حيس جنوب الحديدة، بمختلف أنواع الأسلحة، وفتحت نيران مدفعيتها، طبقًا لمصدر محلي، على منازل المواطنين في مركز المدينة، مؤكدًا أن عدوان المليشيا المدعومة من إيران خلف حالة هلع بين المواطنين.
واستهدفت مليشيا الحوثي، مساء أمس الأحد، الأحياء السكنية الجنوبية والشرقية لمركز مدينة حيس جنوب الحديدة، وقصفت المليشيات الحوثية، الأحياء السكنية بقذائف الهاون الثقيلة، كما فتحت نيران أسلحتها الرشاشة على منازل المواطنين بصورة عشوائية.
وخلال الأسبوعين الماضيين سقط 22 مدنيًا بينهم نساء وأطفال بنيران الحوثيين خلال تصعيد المليشيا الإرهابية في مناطق متفرقة من محافظة الحديدة، فيما تواصل الميلشيات الحوثية، جرائمها في استهداف المدنيين، لتعميق الأزمة الإنسانية.