زلزال اغتيال الوزير الحوثي.. صفحة مؤلمة لم تطويها المليشيات بعد
فيما لا تزال قضية اغتيال الوزير الحوثي حسن زيد ملتهبة بشكل كبير، لا تزال تعمل المليشيات على محاولة إخماد هذا اللهيب لاحتواء الهزة الضخمة التي تعرّضت لها.
المليشيات الحوثية رفضت إطلاع أسرة وزيرها الصريع حسن زيد على التحقيقات حول عملية الاغتيال التي قضى فيها الثلاثاء الماضي في صنعاء، لا سيّما أنّ الاتهامات تدور حول أنّ من نفذتها هي المليشيات.
مصدر مطلع أبلغ "المشهد العربي"، بأنّ أسرة حسن زيد طالبت مليشيا الحوثي بإطلاعها على التحقيقات وسبب تصفية المتهمين المزعومين بالقضية، لكن رفضت المليشيات التجاوب مع مطالب أسرة الوزير الحوثي المغدور.
وبحسب المصدر، فقد برر وزير داخلية المليشيات عبدالكريم الحوثي رفض طلب أسرة حسن زيد بأن الوقت غير مناسب لذلك، كما أبدى انزعاجًا شديدًا من الاستفسارات حول تصفية المتهمين المزعومين.
اغتيال حسن زيد أحدث ارتباكًا واضحًا في المعسكر الحوثي، لا سيّما أن أغلب الترجيحات تذهب إلى تورّط المليشيات في ارتكاب هذه العملية، بتوجيه مباشر من زعيم المليشيات عبد الملك الحوثي.
وعلى الرغم من محاولة المليشيات إخماد لهيب هذه الأزمة من خلال إعلانها تصفية من قالت إنّهم ارتكبوا العملية، إلا أنّ الأمر لم يقف عند هذا الحد، بل توالت ردود الأفعال التي انهالت في أعقاب هذه العملية.
وفيما حاولت المليشيات توجيه دفة الأمور نحو التصوير بأنّ الاغتيال جاء بتنفيذ من تعتبرهم عناصر خارجة عن القانون، لكنّ الأمر على ما يبدو جاء مغايرًا، في ظل ما ذهب إليه محللون بأنّ عبد الملك الحوثي هو من وجّه باغتيال حسن زيد، ضمن صراعات الأجنحة الحوثية.
ولا شك أنّ مطالبة أسرة حسن زيد الإطلاع على ملف التحقيقات يعني بشكل مباشر التشكيك في رواية المليشيات حول تصفية مرتكبي العملية، ما يعني أنّ الشكوك في أنّ المليشيات بنفسها وراء ارتكاب عملية الاغتيال تزداد.
وبشكل مباشر، فإنّ ما يحدث في الداخل الحوثي يعني أنّ المليشيات ربما تعاني من تفكك حاد خلال الفترة المقبلة، لا سيّما أنّها تحاول التصوير بأنّها كيان مؤسسي وهذا أمر بالتأكيد ينافي الحقيقة، التي تقول إنّ الحوثيين هم فصيل مليشياوي.
ويعاني الحوثيون من أزمة صراعات أجنحة تفشت في معسكرها بشكل ضخم للغاية، وهي صراعات تندلع في أغلبها بسبب التسابق نحو تجميع الأموال وكسب النفوذ.
ولا شك أنّ تفشي صراعات الأجنحة في المعسكر الحوثي سيكون المسمار الأخير في نعش المليشيات، الذي ينتظر الملايين لحظة الخلاص من إرهابه الغاشم.