أوبئة الحوثي القاتلة.. إرهاب المليشيات يصنع أوجاع السكان
أزمة صحية شديدة البشاعة تفشّت في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين على إثر الحرب العبثية التي أشعلتها المليشيات الموالية لإيران في صيف 2014.
ففي هذا الإطار، تشهد المناطق الخاضعة لسيطرة مليشيا الحوثي تفشيًّا لأوبئة قاتلة، منها الكوليرا وحمى الضنك والملاريا والدفتيريا وشلل الأطفال بالإضافة إلى جائحة كورونا.
وهناك ارتفاع كبير في معدلات سوء التغذية ونقص الوزن لدى الأطفال دون سن الخامسة وفق مصادر طبية قالت لصحيفة الشرق الأوسط إنّ سوء التغذية من أبشع الأزمات الحياتية الناجمة عن الصراع.
وأشارت المصادر إلى أنَّ ارتفاع سوء التغذية الحاد يزيد مخاطر تعرض الأطفال للوفاة، ويؤثر سلبًا على نمو الأطفال وقدراتهم العقلية، ويؤدي إلى انخفاض إنتاجيتهم عند دخولهم سوق العمل في المستقبل.
الحرب الحوثية العبثية أحدثت أزمة صحية شديدة البشاعة، كبّدت ملايين السكان كلفة باهظة للغاية، بعدما تفشّى العديد من الأمراض والأوبئة الفتاكة، والتي سجّلت حضورًا مرعبًا.
وفي ظل تعمّد المليشيات إحداث مزيدٍ من التردي في البيئة الصحية عملًا على تفاقم المأساة، فقد سجّل العديد من الأمراض القاتلة انتشارًا فتاكًا في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين.
الإرهاب الحوثي ضد القطاع الطبي تضمّن كذلك تعمّد المليشيات شن اعتداءات على المستشفيات والمراكز الطبية، كما أنّها استهدفت في كثيرٍ من المناسبات العاملين في المجال الطبي.
ووصل حد المعاناة كذلك إلى أنّ الوصول إلى المستشفيات بات صعبًا للغاية، بعدما خرج أغلبها عن الخدمة في ظل النقص الحاد في الوقود، وهي أزمة تتعمّد المليشيات صناعتها على صعيد واسع.
وقد أحدثت أزمة نقص الوقود تفشيًّا مرعبًا للأمراض الوبائية في ظل توقّف عمليات الرصد والمكافحة، وهو ما كبّد السكان كلفة معيشية صعبة للغاية.
هذا الوضع المروّع مثّل معاناة ربما لا تضاهيها معاناة للقاطنين في مناطق الحوثيين، بعدما أفسحت المليشيات المجال أمام تفشي أمراض مرعبة وفتاكة للغاية، نهشت في عظام السكان.
وفيما من المستبعد أن يتراجع الحوثيون عن سياسة الخبث الرامية إلى تعقيد التردي الصحي الراهن، فإنّ الوضع يستلزم ضرورة وقف الحرب أولًا من ثم يأتي الدور على تكثيف في الدعم الإغاثي من قِبل الجهات المانحة عملًا على كبح جماح هذه المعاناة.