مليشيات الإخوان تعوض هزائم أبين بفتح ثغرة جديدة في شبوة
تسعى مليشيات الإخوان إلى فتح ثغرة جديدة في محافظة شبوة من أجل ضمان تدفق المساعدات المالية إليها بعد أن تعرضت لهزائم عديدة في جبهة أبين جعلتها محاصرة من قبل القوات المسلحة الجنوبية، ولجأت إلى تدشين ميناء بحري لعلها تجد منفذا جديدا من الممكن أن يشكل رافدا ينقذها من عثراتها الحالية.
أعلن محافظ شبوة الإخواني المدعو محمد صالح بن عديو، توقيع عقد إنشاء ميناء بحري في المحافظة، بدعوى استقبال السفن التجارية، غير أن خطوته هذه تنطوي على عدة أهداف شريرة على رأسها ضمان وصول تهريب الأسلحة والأموال والعناصر الإرهابية إلى المليشيات المسيطرة على المحافظة، إلى جانب إفساح المجال أمام قوى الشر لكي تنفذ إلى الجنوب بعد أن فشلت عبر طرق الاختراق التقليدية.
يأتي استغلال موانئ شبوة في وقت حاولت فيه تركيا استغلال موانئ جزيرة سقطرى واتخاذها كأداة تمكنها من تحقيق مآربها الاستعمارية في الجنوب، غير أن تطهير الجزيرة من المليشيات الإرهابية أجهض المخطط، وبالتالي فإن تحرير شبوة من عناصر تنظيم الإخوان يبقى أمرا ملحا إذا استمرت في مشروعها.
يرى مراقبون أن الشرعية تواجه مأزقا في الجنوب لأنها لم تستطع أن تغير موازين القوى العسكرية على الأرض وأضحت مضطرة لتنفيذ اتفاق الرياض بكامل بنوده كما جرى التوقيع عليه قبل عام، بعد أن حاولت مرارا وتكرارا إحداث تغييرات عليه تصب في صالح الحفاظ على سيطرة مليشيات الإخوان على الحكومة، وبالتالي فإنها تبحث عن دعم خارجي مباشر يصل إليها عبر استحداث موانئ جديدة لا طائل منها في ظل وجود ميناء بلحاف الإستراتيجي.
يذهب البعض للتأكيد على أن الشرعية تصر على استهداف التحالف العربي الذي لديه رغبة في إحكام منافذ الجنوب بما لا يساعد قطر وتركيا على التوغل إلى الأراضي الجنوبية، ما يعني أن الشرعية توجه رسالة للمملكة العربية السعودية مفادها أنها غير راغبة في إنزال الاتفاق على الأرض، وأنها أضحت تقف في المعسكر الآخر المعادي للأمن القومي العربي.
وخالف قرار بن عديو بإنشاء ميناء جديد في شبوة معايير الشفافية القانونية، حيث اعتمد على اختيار شركة مجهولة عبر الإسناد المباشر، لتنفيذ المشروع، دون اللجوء إلى عقد مناقصات عامة للمفاضلة بين العروض المالية والفنية للشركات المتقدمة للمشروع الذي قدر المحافظ الإخواني كلفته الاستثمارية بـ 100 مليون دولار.
وعلى الرغم من الترويج للمشروع كأحد مشروعات البنية التحتية - في محافظة تفتقد لخدمات الصحة والكهرباء والصرف الصحي – فإنه يهدف إلى توفير منفذ لتنظيم الإخوان الإرهابي لاستقبال الدعم اللوجيستي والعسكري القطري والتركي.
ويرى مراقبون أن الميناء البحري المرتقب في شبوة يعد خطوة أولى لإنشاء مسار بحري لإسناد مليشيا الإخوان الإرهابية بالمال والسلاح من تنظيم الحمدين والمرتزقة الموالين لتركيا، ولتعزيز الدعم لمعسكر التجنيد الذي أسسه الإخواني المدعو صالح الجبواني عقب عودته من زيارة سرية للدوحة شهر يوليو الماضي.
واعتبروا أن المشروع يؤسس لقاعدة بحرية تركية في شبوة، على غرار اتفاق تنظيم الإخوان في ليبيا مع أنقرة على التموضع في ميناء مصراتة كقاعدة بحرية تركية.
وتأتي هذه الخطوة بعد أسبوع تقريبا، من إطلاق المدعو محمد بن عديو، هجومًا عسكريًا ضخمًا ضد قبائل بلحارث في مديرية عسيلان الغنية بالنفط، وأمر الإخواني بن عديو - بحسب وثيقة رسمية - قائدي محور عتق وبيحان ومدير الأمن الخاضعين لسيطرة مليشيا الإخوان بتجهيز حملة عسكرية قوامها 60 طقما، للاعتداء على أهالي منطقة وادي بلحارث.
وقالت مصادر محلية إن الحملة تستهدف كتيبة عسكرية متمركزة في المنطقة، تخطط مليشيا الإخوان الإرهابية لإبعادها عن حقول النفط في المحافظة، مؤكدة أن هناك استنفارا في صفوف قبائل بلحارث، لمواجهة العدوان الإخواني.
وشنت مليشيات الإخوان الإرهابية التابعة للشرعية في شبوة، عدوانًا مماثلًا على قبائل لقموش وأهالي مديريتي جردان ونصاب في شهري يناير ويونيو الماضيين، فيما تعيش محافظة شبوة الغنية بالنفط أوضاعًا مأساوية صعبة، وسط افتقارها لأبسط الخدمات الأساسية.