تعزيزات عسكرية إلى البيضاء.. وطيران التحالف يواصل غاراته على الساحل الغربي
«الشرعية» تسيطر على مناطـق جديدة في معاقل الميليشيات بصنعاء وصعدة
تقدمت قوات الجيش اليمني، مسنودة بالتحالف العربي في محيط العاصمة صنعاء، وتمكنت من تحرير سلسلة جبال رياعين والادمغ بالكامل، وتستعد للمعركة الحاسمة في الحديدة على الساحل الغربي، مع استمرار العمليات العسكرية في بقية الجبهات، بمساندة مقاتلات التحالف التي شنت غارات عدة، خصوصاً بمنطقة الساحل الغربي، بينما شهدت محافظة البيضاء وصول تعزيزات عسكرية من قوات الشرعية.
وفي التفاصيل، تمكنت قوات الجيش اليمني، مسنودة بالتحالف العربي من تحرير سلسلة جبال رياعين والادمغ في نهم، شمال شرق العاصمة صنعاء، بعد معارك عنيفة مع ميليشيات الحوثي الإيرانية، حيث خلفت 26 قتيلاً من الحوثيين وإصابة آخرين، وفقاً للناطق الرسمي باسم المنطقة العسكرية السابعة، العقيد عبدالله الشندقي.
وأكد الشندقي أن أكثر من 26 حوثياً قتلوا، وأصيب العشرات، جراء المعارك التي دارت بين الجانبين في مديرية نهم بالقرب من المناطق الفاصلة بين صنعاء والجوف، كما أدت إلى تدمير ثلاث عربات عسكرية ومدرعتين، بالإضافة إلى عدد من العيارات المختلفة، فيما غنم الجيش كميات من الأسلحة والذخيرة، التي تركتها الميليشيات خلفها في المواقع التي حررها الجيش.
وأوضح الشندقي أن المعارك لاتزال مستمرة، وسط فرار وتراجع كبيرين لميليشيات الحوثي.
وكانت قوات الجيش شنت قصفاً مدفعياً مكثفاً على مواقع وتجمعات الحوثيين، في مواقع متفرقة من مديرية نهم، وجرى استهداف 70 عنصراً من الميليشيات على مشارف مسورة، وتدمير مدرعات وعربات عسكرية.
من جانبه، أكد محافظ صنعاء، اللواء عبدالقوي شريف، أن ميليشيات الحوثي الانقلابية في تقهقر وتراجع مستمرين، أمام تقدم قوات الشرعية، مشيراً إلى المأساة التي يعيشها المواطنون في صنعاء بمناطق سيطرة الانقلاب، لافتاً إلى أنهم يفتقرون لأبسط مقومات الحياة، ويعانون الحرمان من الخدمات والمرتبات بفعل الانقلابيين.
من جانبها، شنت مقاتلات التحالف غارات على قاعدة الديلمي الجوية ومحيط مطار صنعاء، ما أدى إلى تدمير عربة عسكرية محملة بالصواريخ الموجهة، أثناء تحركها باتجاه الجبهات، ما خلف انفجارات قوية.
وشنت مقاتلات التحالف غارات على مواقع وتجمعات الحوثيين بجهة الميسرة في نهم، وأخرى في منطقة قرب سوق مسورة، كما قصفت تجمعات للحوثيين في محيط صرواح بالقرب من ريف العاصمة، وقصفت تعزيزات للميليشيات في مناطق واقعة بين صنعاء والجوف.
وفي صنعاء، كشفت مصادر مطلعة في العاصمة صنعاء عن وجود خطة لميليشيات الحوثي الانقلابية، تهدف لإخضاع الموظفين الحكوميين، وجميع العاملين بالمؤسسات العامة والخاصة لدورات طائفية، وجلسة سحر وشعوذة، وأنها تضغط على عقال الحارات في العاصمة صنعاء، لمساعدتها في إجبار المواطنين على حضور دورات طائفية.
من جهة أخرى، تواصلت معاناة سكان العاصمة، جراء غياب أسطوانات الغاز واختفائها المعتمد من قبل الحوثيين، الذين قاموا بالاستيلاء على كل قاطرات الغاز القادمة من مأرب إلى صنعاء، وأجبروها على تفريغ مادة الغاز المنزلي، في محطات تعبئة غاز مخصصة للميليشيات، موزعة في باحات منازل جنوب العاصمة صنعاء.
وفي ذمار، شنت مقاتلات التحالف غارتين على معسكر تدريبي للشرطة العسكرية، جنوب المحافظة الواقعة جنوب العاصمة صنعاء، ما أدى إلى تدمير آليات عسكرية، وسقوط قتلى وجرحى في صفوف المجندين المتدربين من عناصر الحوثي.
وفي الحديدة على الساحل الغربي، كشفت مصادر محلية عن استعدادات كبيرة من قبل قوات الجيش والتحالف، وأخرى من قبل ميليشيات الحوثي التي حشدت عناصرها وقيادتها البارزة في المحافظة، بينها أبوعلي الحاكم ومحمد علي الحوثي ومحمد العاطفي ولقمان شرف، وغيرهم من القيادات الكبيرة لما سمتها المعركة الفاصلة، التي ستشهدها جبهات الحديدة.
وأشارت المصادر إلى أن المعركة ستكون شبيهة بحرب إيران والعراق، حسب وصفهم، وفقاً لحجم الاستعدادات من الجانبين، كما تشكل معركة فارقة للجانبين قد تكون الأخيرة، حسب وصفهم.
وطالبت المصادر قوات الجيش والتحالف بالحذر من غدر الحوثيين، الذين استقدموا آليات عسكرية بينها صواريخ ذاتية الحركة ومدافع هاوزر وقذائف محرمة دولياً، إلى جانب آليات عسكرية ضخمة تابعة لقوات صالح، تم نهبها من معسكرات الحرس الجمهوري، عقب انتفاضة ديسمبر الماضي.
من جانبه، كثف طيران التحالف غاراته وضرباته النوعية الناجحة، على مواقع وتعزيزات وتحركات ميليشيات الحوثي، في عدد من جبهات القتال على الساحل الغربي لليمن، ما خلف قتلى وجرحى وتدمير آليات عسكرية متنوعة، فيما أحبطت التشكيلات البحرية التابعة للشرعية محاولة تسلل بحري للميليشيات الانقلابية باتجاه الخوخة.
وفي مأرب، توجهت تعزيزات عبارة عن قوات عسكرية متنوعة من المنطقة العسكرية الثالثة، إلى محافظة البيضاء المجاورة، لمساندة القوات المرابطة هناك والمقاومة الشعبية، في مواصلة تحرير المحافظة من ميليشيات الحوثي الانقلابية.
وذكر مصدر عسكري، في المنطقة، أن القوات التي توجهت إلى البيضاء يقودها العميد سيف الدين الشدادي، نجل الشهيد اللواء الركن عبدالرب الشدادي، قائد المنطقة العسكرية الثالثة بالجيش اليمني، مكونة من 15 عربة ومهمتها التقدم نحو مديرية الملاجم، انطلاقاً من مديرية ناطع المحررة في شرق البيضاء.
وفي مأرب، أيضاً، تمكنت قوات الجيش والأمن من إفشال مخطط إرهابي، كان يستهدف اغتيال عدد من القيادات العسكرية والسياسية في صفوف الشرعية، وفقاً لمدير شعبة الاستخبارات العسكرية في المنطقة العسكرية الثالثة، العميد الركن مجاهد شعلان، مشيراً إلى أن الاستخبارات العسكرية تمكنت من القبض على عناصر مندسة في الجيش وخلايا إرهابية في مأرب، تعمل لصالح ميليشيات الحوثي الانقلابية، كانت منتشرة في عدد من الجبهات منها صرواح وهيلان، وغيرهما.
وأكد شعلان، في حوار مع موقع الجيش «سبتمبرنت»، أن رصداً استخباراتياً في مأرب، تم على أثره القبض على عدد من خلايا تنظيم «القاعدة»، التي كانت تعمل لصالح الميليشيات، وذكر شعلان أنه تبين - بعد التحقيق مع هذه الخلايا - أنها كانت تهدف لاغتيال عدد من القادة وأبناء المسؤولين، انتقاماً من الدور الوطني الذي يؤدونه في مختلف جبهات القتال.
وفي صعدة، تمكنت قوات الجيش من السيطرة على بعض القرى والنقاط العسكرية المهمة، في مديرية رازح بصعدة، معقل الميليشيات الحوثية، وفقاً لمصادر عسكرية في اللواء السابع حرس حدود، مشيرة إلى أن وحدات من اللواء تمكنت من السيطرة على قرى ومواقع المثهرة والحنكة وقلة فراس بمديرية رازح، غربي صعدة.
وفي تعز، قصفت ميليشيات الحوثي - بشكل متعمد - المستشفى العسكري بالمدينة، ما أدى إلى إصابة 11 مواطناً، بعضهم إصاباتهم خطيرة.