من الاختفاء إلى تسليم الجثة.. رحلة الجرادي مع التعذيب الحوثي
يمثّل التعذيب في سجون الحوثي، أحد أبشع صنوف الانتهاكات التي تمارسها المليشيات الإرهابية الموالية لإيران ضد المختطفين والمعتقلين والمخفيين قسرًا الذين تزج بهم في سجونها.
ويوثّق العديد من الحقوقيين، الانتهاكات المتواصلة في حق المخفيين قسرًا، وأحدث هؤلاء الضحايا هو علي مرزوق الجرادي 18عامًا، الذي تم اختطافه من منزله في قرية خلقة مديرية نهم بمحافظة صنعاء.
قصة الجرادي تعود إلى أواخر أبريل الماضي، عندما اقتادته المليشيات إلى جهة مجهولة وظل مخفيًّا قسرًا طوال فترة احتجازه ولم تعلم أسرته عن مكانه ومصيره شيئًا، وذلك حتى إبلاغ أسرته بوفاته منتحرًا حسبما ادعى الحوثيون.
الحيلة الحوثية سرعان ما تكشّفت، فأسرة الجرادي رفضت استلام جثته حتى يتم التحقيق في مقتله، حيث وجدوا آثار تعذيب على جسده أثناء رؤيتهم له في ثلاجة مستشفى الثورة بصنعاء كما أبلغت بذلك عائلته.
الجرادي ليس الضحية الأولى، فقد رصدت تقارير حقوقية مقتل نحو 85 مختطفًا، من جرّاء تعرّضهم لتعذيب قاتل من قِبل المليشيات الحوثية وذلك أثتاء إخفاء هؤلاء الأشخاص في سجون سرية تابعة للمليشيات.
ويمكن القول إنّ جرائم التعذيب الحوثية في السجون تنم عن وجه قبيح لمليشياتٍ أجادت الفتك بأجساد المختطفين الذين زجّت بهم في مقاصل قاتلة، في مخطط حوثي إرهابي يهدف إلى تصفية معارضي المليشيات بالإضافة إلى خلق حالة رعب في المناطق الخاضعة لسيطرة هذا الفصيل الإرهابي.
التعذيب الحوثي في السجون هو إرهاب مدعوم من إيران، ففي الفترة الماضية استحدثت المليشيات الإرهابية سجونًا سرية، تتولى عناصر من الحرس الثوري الإيراني فيها عمليات التحقيق والاستجوابات وإدانة المعتقلين، ومن ثم تأمر بإعدامهم في نهاية مشوار التنكيل والتعذيب.