الحوثي والسعودية.. بين المُسيرات الخمس والرسالة الإيرانية
يبدو أنّ المليشيات الحوثية قد جاءتها رسالة واضحة من إيران، مفادها استمرار الهجمات بشكل مكثف على المملكة العربية السعودية، وهو أمر لا يجب السكوت عليه.
ففي الساعات الماضية، أعلن المُتحدث باسم قوات التحالف العربي العميد الركن تركي المالكي، في بيان، أنّ القوات أسقطت خمس طائرات بدون طيار مفخخة لمليشيا الحوثي الإرهابية.
وأضاف المتحدث أنَّ القيادة أحبطت جميع المحاولات الإرهابية للمليشيات الحوثية الإرهابية، لاستهداف المدنيين والأعيان المدنية.
وأوضح المالكي أنّ الطائرات المُسيرة الحوثية استهدفت بطريقة ممنهجة ومتعمدة الأعيان المدنية والمدنيين في المملكة العربية السعودية، مؤكّدًا أنّ محاولات المليشيا المدعومة من إيران ضرب الأعيان المدنية، تعد انتهاكًا للقانون الدولي.
تصعيد الهجمات الحوثية ضد السعودية لا شكّ أنه يتضمّن تنفيذًا لتعليمات تلقّتها المليشيات من إيران، بغية استهداف أمن المملكة وتعريض أمنها لخطر كبير.
ومنذ سنوات، تخوض المليشيات الحوثية حربًا بالوكالة عن إيران، ولا تتوقّف "جغرافيّة" الحرب على الداخل اليمني، لكنّ أبعادها تصل لما هو أكثر من ذلك بالنظر إلى الاستهداف المتواصل للمملكة.
ولفترة طويلة، حاولت إيران فرض سياج من السرية على الدعم الخبيث الذي تقدمه للحوثيين، لكن طهران تراجعت عن هذه السياسة وأفصحت مؤخرًا عن هذا الدعم باعترافات ملفتة.
وأعلنت طهران قبل أسابيع وضع تقنيات إنتاج الصواریخ والمسیّرات تحت تصرف المليشيات، وذلك حسبما صرح الناطق باسم الجيش الإيراني أبو الفضل شكارجي.
شكارجي تحدّث عن أنّ بلاده تدعم الحوثيين على الرغم من أنهم باتوا متقدمين في الصناعات العسكرية، بحسب زعمه، قائلًا: "باتوا يصنعون صواريخ الآن، كما أحرزوا تقدما كبيرا في مجال الحرب الإلكترونية. نقلنا لهم خبرتنا وتجاربنا العسكرية، وتعلموها".
وباتت الصورة واضحة بشكل كامل، وهو أنّ المليشيات الحوثية تخوض حربًا بالوكالة عن إيران ضد السعودية، وهي حربٌ لا يبدو أنّ لها نهاية، على الأقل في الفترة الراهنة.
مواجهة هذا الإرهاب المتصاعد، يستلزم جهودًا ضخمة من قِبل قوات التحالف العربي التي تبذل في الأساس جهودًا مضنية في سبيل التصدي للاعتداءات التي تشنها المليشيات الحوثية.
في الوقت نفسه، فإنّ المجتمع الدولي مطالب بممارسة دور حيوي بما يصب في نهاية المطاف بالعمل على كبح جماح هذا الإرهاب الحوثي، وباتت الحاجة ماسة من أجل الضغط على المليشيات ومن قبلها الإرهاب لوقف هذه الاعتداءات المسعورة.