الشرعية تعادي التحالف.. قراءة في القصف الإخواني على لجنة المراقبة السعودية

الجمعة 13 نوفمبر 2020 23:18:00
testus -US

"لا اتفاق، لا التزام".. هكذا بدت الرسالة التي بعثت بها المليشيات الإخوانية الإرهابية التابعة لحكومة الشرعية، بعدما بلغ إرهابها واستهدافها آخر مراحله وأكثر دلالةً.

ففي الساعات الماضية، قصفت مليشيا الإخوان سيارة اللجنة السعودية لمراقبة وقف إطلاق النار في أبين.

وبحسب مصادر ميدانية في جبهة الشيخ سالم، فإنّ المليشيات الإخوانية الإرهابية استهدفت سيارة لجنة مراقبي وقف إطلاق النار السعوديين بقذيفة صاروخية.

وأسفر القصف الإخواني عن إصابة أحد المراقبين بشظايا القذيفة التي طالت السيارة وتعرضه للإغماء، وتم إسعافه في مستشفى الرازي بجعار، ونقله إلى مستشفى في العاصمة عدن بعد تأمين خروج سيارة اللجنة السعودية من الجبهة.

القصف الإخواني على سيارة اللجنة السعودية يحمل رسالة واحدة واضحة المعالم، وهي إصرار الشرعية على إفشال اتفاق الرياض، وعدم السماح بإفساح المجال أمام إنجاحه على الرغم من عديد الضغوط التي تفرض على هذا المعسكر من أجل إنجاح هذا المسار.

الشرعية من خلال هذا الاعتداء السافر، تقدّم برهانًا جديدًا على حجم عدائها للتحالف العربي، وأنّ الحكومة المخترقة إخوانيًّا تظل أحد أذرع المخطط القطري التركي، الذي يقوم على زراعة النفوذ الإخواني بشكل واسع.

ويمكن القول إنّ الشرعية لم تعد تشغل بالًا بالحرب على المليشيات الحوثية، لكن عداءها الآن بات موجّهًا ضد الجنوب وضد التحالف العربي أيضًا، بالإضافة إلى أنّ الشرعية عرقلت حسم الحرب على الحوثيين وذلك في ظل العلاقات النافذة بين هذه الحكومة والمليشيات الموالية لإيران.

إقدام الشرعية على استهداف رجال التحالف ليست المرة الأولى، فقبل أشهر شنّ القيادي الإخواني محمد ناجي علاو مسؤول وفد الشرعية في لجنة التفاوض لتطبيق اتفاق الرياض، في مقابلة مع قناة "الشرعية" التي تبث من الرياض، تحريضًا مباشرًا على قتل ضباط التحالف العربي، واعتبر وجودهم في اليمن "احتلالًا".

الأمر لا يقتصر على إرهاب مسلح، لكن سياسيًّا انخرطت الشرعية في مخطط عدائي ضد التحالف، والحديث هنا عن الظهور المتواصل لقيادات بارزة في هذه الحكومة عبر منصات إعلامية تدعم إرهاب الإخوان وتخدم قطر وتركيا، وتعمل على تشويه التحالف والزج باسمه في ادعاءات خبيثة.

من بين هؤلاء، ظهر المدعو نبيل عبد الله، الناطق باسم المدعو أحمد الميسري، القيادي البارز في الشرعية، وقد وصف التحالف بأنّه "تحالف الشر"، وذلك ردًا على نشر التحالف مراقبين في محافظة أبين، لمراقبة وقف إطلاق النار.

ما تمارسه الشرعية من تبجّح عدائي ضد التحالف العربي، يعبِّر عن خِسة هذه الحكومة المخترقة إخوانيًّا، وأنّ بقاءها وهي رهن قبضة حزب الإصلاح، سيظل أمرًا سوداويًّا بامتياز، ويكبّد التحالف أضرارًا عديدة بين كلفة سياسية وعسكرية وبالتأكيد خسائر بشرية.

وفيما يحمل اتفاق الرياض أهمية قصوى فيما يتعلق بضبط بوصلة الحرب على المليشيات الحوثية، بعدما أقدم حزب الإصلاح على تحريفها طوال الفترة الماضية، فإنّ الفترة المقبلة تستلزم نهجًا مغايرًا يقوم على الضغط على معسكر الشرعية من أجل كبح جماح إرهابه.