اختراق أبين.. تفاصيل مؤامرة الشرعية التي أحبطها الجنوب
تمكنت القوات المسلحة الجنوبية من إحباط مؤامرة الشرعية التي استهدفت تغيير موازين القوى في جبهة أبين من أجل إيجاد مبرر لتعديل اتفاق الرياض، وذلك بعد أن صدت الهجمات المتتالية التي شنتها على مدار اليومين الماضيين، بل أنها ألحقت خسائر فادحة في صفوف مليشيات الشرعية التي لجأت للتغطية على هزائمها بنقل قتلاها من أبين إلى شبوة.
مؤامرة الشرعية كانت تستهدف اختراق جبهة أبين ما يجعلها قاب قوسين أو أدني من الوصول إلى العاصمة عدن والتي تشهد أوضاعا مستقرة بفعل تنفيذ البند الوحيد في اتفاق الرياض المتمثل في تعيين محافظ لها من أحد قيادات المجلس الانتقالي الجنوبي، غير أن صمود القوات على الجبهات واحترافيتهم في صد الهجمات الإخوانية عرقل مخطط الشرعية والتي سيكون عليها البحث عن منافذ أخرى لتعطيل تنفيذ باقي بنود الاتفاق.
يرى متابعون أن القوات المسلحة الجنوبية أضحي لديها الكلمة العليا في المواجهات التي تنشب بين الحين والآخر مع مليشيات الشرعية بالرغم من استعانة الأخيرة بالمليشيات الإرهابية لإنقاذ خسائرها، إضافة إلى أن القوات الجنوبية دائما ما يكون لها الغلبة في ظل الظهير الشعبي القوي الذي تتمتع به والذي يكون كلمة السر في الروح المعنوية المرتفعة لعناصرها، إلى جانب أنها تتسم بالتنظيم في مواجهة عناصر إرهابية تقوم بتنفيذ أعمال عشوائية.
يظهر وفاء أبناء الجنوب لقواتهم الجنوبية من خلال الدعم المستمر الذي تتلقاه القوات المسلحة على جبهات الضالع، والذي كان آخره في مديرية الحصين والتي أطلقت، حملة شعبية لجمع التبرعات النقدية والعينية لدعم القوات الجنوبية على جبهات القتال في محور الضالع.
يمكن القول إن القوات الجنوبية تمكنت من إحباط مؤامرة الشرعية ليس فقط في جبهة أبين، لكن الأمر أمتد إلى جبهة الضالع والتي كان مخططا لها أن يجري اختراقها من قبل المليشيات الحوثية لتخفف الخناق على مليشيات الشرعية المحاصرة في شبوة، لكن الجنوب استطاع ببسالة أبنائه وقوته وعناصره أن يحرز أهدافا عديدة في مرمى الحوثي والإخوان، بعد أن أخرج التعاون الخفي بينهما إلى العلن، في وقت تزامن تصعيد الطرفين على الجنوب بتوقيتات مختلفة.
ومن جانبه أكد عضو الجمعية الوطنية الجنوبية، وضاح بن عطية، أن جماعة الإخوان الإرهابية، وذراعها السياسية باليمن (مليشيا حزب الإصلاح)، هم أكثر المتضررين من تنفيذ اتفاق الرياض، مستشهدا ببعض الأدلة على ذلك.
وكتب "بن عطية" تغريدة عبر تويتر، رصدها "المشهد العربي": "إخوان اليمن أكثر المتضررين من اتفاق الرياض لأن الاتفاق حجم نفوذهم وسيطرتهم على الشرعية، ومن يتابع إعلام الإخوان سيعرف ذلك والتصعيد في أبين يأتي ضمن تحركات الإخوان لتعطيل اتفاق الرياض ولو كان الصراع جنوبيا كما يروجون لما هجموا على القوات الجنوبية".
وأضاف في تغريدة أخرى: معارك أبين صراع بين طرفين طرف مدافع يمثل قوى الجنوب بقيادة الانتقالي وطرف غازٍ يمثل قوى يمنية بقيادة إخوان اليمن".
وتابع: "الطرف الجنوبي يدافع عن قضية الجنوب ويرفض الاحتلال ولا يقف معه أي جندي شمالي والطرف الشمالي معه إخوان الجنوب ولكن وجود ألوية شمالية ينفي حجة أن الصراع جنوبي جنوبي" .
فيما جدد الناشط السياسي مالك اليزيدي اليافعي، ثقته في القوات المسلحة الجنوبية، مؤكدا أنها ستنتصر في أبين، وقال اليافعي في تغريدة عبر حسابه بتويتر: "راهنا على المقاومة الجنوبية في عدن 2015، وانتصرنا واليوم نراهن على قواتنا المسلحة الجنوبية في أبين وسننتصر بإذن الله".