تصعيد الحوثي في الحديدة يكشف تمسك إيران بالحل العسكري
كشف تصعيد مليشيا الحوثي عملياتها الإرهابية في محافظة الحديدة عن رغبة إيرانية في المضي قدمًا باتجاه الحل العسكري وسد جمع الأبواب أمام أي محاولات أممية تستهدف الجلوس مجددًا على طاولة المفاوضات، ما سيكون من نتائجه المباشرة إطالة أمد الحرب لسنوات قادمة.
تعول إيران على وجود إدارة أميركية جديدة لن تمارس عليها ضغوطات مثلما الحال بالنسبة للوضع خلال الأربع سنوات الماضية التي تولى فيها دونالد ترامب مقاليد الحكم، كما أنها تعول أيضًا على استمرار خيانة الشرعية للتحالف العربي والمضي قدما باتجاه عرقلة محاولات تصويب سلاحها، وبالتالي فإنها تجد الطريق ممهدا نحو التصعيد في الحديدة.
يرى مراقبون أن فرص نجاح الإعلان المشترك الذي أعلن عنه المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث، تبدو ضعيفة للغاية إن لم تكن شبه مستحيلة، وأنه في ظل حالة الارتباك التي يعانيها المجتمع الدولي في الوقت الحالي فإنه يصعب الحديث عن أي حل، وهو ما تستغله إيران لتمويل مزيد من الجرائم التي ترتكبها المليشيات الحوثية.
وشنت مليشيا الحوثي الإرهابية، أمس السبت، 120 هجومًا وخرقًا للهدنة الأممية في محافظة الحديدة، ووثقت القوات المشتركة انتهاكات المليشيا المدعومة من إيران، في عمليات عسكرية وأعمال عدائية شنها الحوثيون ضد المدنيين.
وشملت الاعتداءات قصف الأحياء والقرى السكنية ومزارع المواطنين في التحيتا وميناء الحيمة الجبلية والفازة والجاح، بالمحافظة، وقال مصدر ميداني إن من بين الخروقات رصد خمس طائرات استطلاع حوثية بدون طيار، وضربات للمليشيا الإرهابية بقذائف الهاون والأسلحة الرشاشة على أهداف مدنية.
أعلن التحالف العربي، أمس السبت، العثور على لغم بحري زرعته المليشيات الحوثية جنوب البحر الأحمر، ونوه إلى أنه تم اكتشاف وإزالة 157 لغمًا بحريًا، نشرتها المليشيات الحوثية عشوائيًا.
قالت صحيفة الخليج الإماراتية، إن بؤر الصراعات تتراجع في عدة مناطق، إلا أن مليشيا الحوثي الإرهابية، لا تزال تستخدم الأدوات القديمة نفسها، عبر الاعتداءات العسكرية ليس ضد جيرانها فقط، بل ضد الشعب.
وأضافت في افتتاحيتها تحت عنوان "منطق حوثي أعوج"، أن الدليل على ذلك مواصلة المليشيا المدعومة من إيران استهداف المدن المختلفة بالصواريخ الباليستية، رغم الضحايا البشرية، مؤكدة أن الهجمات لا تفرّق بين معسكرات، أو مدارس، أو أسواق شعبية.
ولفتت إلى أن منطق مليشيا الحوثي الأعوج يرتكز على مفهوم أن الحل العسكري طريق لحسم الحرب، عوضًا عن البحث عن حل يعالج إثم ما ارتكبوه، وأوضحت أنه من الأفضل إبداء حسن النوايا لمعالجة الأزمات القائمة التي يعانيها اليمن في المجالات كافة، بدلًا من الهرولة نحو الحرب، واستعداء الجميع.
وشددت الصحيفة على انغماس المليشيا الحوثية الإرهابية إلى أعلى رؤوسهم في الولاء للخارج، مشيرة إلى انتهاك السفير الإيراني في صنعاء سيادة اليمن، وقرارها المستقل.