المليشيات تتجسّس على نفسها.. كيف يتهاوى الحوثيون؟

الثلاثاء 17 نوفمبر 2020 18:38:00
testus -US

يبدو أنّ المليشيات الحوثية تعيش أيامًا حالكة، بالنظر إلى عديد الأزمات الداخلية التي تهز استقرار هذا المعسكر بشكل مرعب.

المليشيات الحوثية، عبر جهاز مخابراتها، أقدمت على التجسُّس على هواتف عدد من قيادات المليشيات المشكوك في ولائهم ووزراء في حكومتهم غير المعترف بهاِ.

مصدر مطلع قال لـ"المشهد العربي" إنّ الوزراء المحسوبين على مؤتمر صنعاء يشكون من التنصت على مكالماتهم الهاتفية، وسرقة بيانات من هواتفهم، كاشفًا أنّ وزير التعليم العالي في حكومة المليشيات حسين حازب شكا من اختراق هاتفه وفقدان جميع البيانات من تطبيق المراسلة (واتساب).

وبحسب المصادر، فإنّ عددًا من الوزراء يشكون من الواقعة نفسها، مؤكدين أنهم يتعرضون للتنصت واختراق هواتفهم.

وتستخدم مليشيا الحوثي، التجسُّس على قيادات حوثية في إطار الصراع بين أقطابها، فيما يمارس عدد من الأجهزة الأمنية التابعة للمليشيات التنصت بما في ذلك القيادي سلطان زابن المعين مديرًا لإدارة البحث الجنائي والمتهم بجرائم وانتهاكات ضد النساء المعتقلات، والوارد اسمه ضمن تقرير الخبراء التابع للأمم المتحدة.

تُشير هذه الواقعة الملفتة إلى أنّ المليشيات الحوثية تعيش أيامًا صعبة للغاية، تتضمّن العديد من الأزمات التي تهز معسكر المليشيات من الداخل.

ولعل صراعات الأجنحة أكثر ما هزّ الحوثيين من الداخل طوال الفترة الماضية، وقد تفاقمت هذه الأزمات في ظل تصارع قيادات المليشيات على تكوين ثروات ضخمة، بالإضافة إلى توسّع نفوذهم على الأرض.

وبلغت صراعات الأجنحة الحوثية حد تبادل الاتهامات الجنسية، وقد نشبت مؤخرًا، حرب إعلامية بين قيادات حوثية متصارعة على تمويلات المنظمات الدولية، غير أنَّها هذه المرة أخذت بعدًا آخر، مع بدء نشر صور مخلة واتهامات متبادلة بقضايا جنسية.

واتهم القيادي الحوثي المعيَّن وكيلًا لوزارة الشباب والرياضة أسامة ساري، وزير المياه والبيئة في حكومة المليشيات "غير المعترف بها" نبيل الوزير، بالوقوف وراء الإعلامي الحوثي عبدالرحمن المؤيد وحسابات أخرى على مواقع التواصل الاجتماعي لنشر صور نساء من أقارب مسؤولين حوثيين واتهامهن بأفعال فاضحة مع قيادات حوثية.

ساري بدوره كان قد شنّ في وقتٍ سابق، حملة كبيرة ضد الوزير الحوثي الوزير واتهمه بالسطو على تمويلات مشاريع دولية في مجال المياه والبيئة.

الخلافات التي تهز معسكر الحوثيين يمكن القول إنّها تمثّل عاملًا رئيسيًّا ومباشرًا في احتمالات تهاوي المليشيات، ولعل تصاعدها في الفترة المقبلة قد يكون سببًا في تفكّك هذا الفصيل الإرهابي.