نزيف الحوثيين يتزايد بمعارك الساحل.. واستعدادات ضخمة للجيش والتحالف لتحرير صنعاء وصعدة والحديدة
قوات الشرعية اليمنية تسيطر نارياً على طرق الإمداد بين تعز ولحج
أكدت مصادر في الجيش اليمني، لـ«الإمارات اليوم»، أن جبهات صعدة وصنعاء والحديدة على الساحل الغربي لليمن، هي الأقرب إلى الحسم العسكري، باعتبارها أهم معاقل ميليشيات الحوثي الإيرانية، فيما اقتربت قوات الجيش من منطقة مديد مركز مديرية نهم في شمال شرق العاصمة، وفرضت السيطرة النارية على طرق الإمداد بين تعز ولحج من جهة دمنة خدير، مع استمرار غارات التحالف العربي على مواقع الميليشيات في مناطق متفرقة.
وفي التفاصيل، أكد ناطق الجيش اليمني، العميد الركن عبده مجلي، لـ«الإمارات اليوم»، أن الأيام القليلة المقبلة ستحمل الكثير من التطورات العسكرية، في ظل اشتعال جبهات القتال في أهم معاقل الحوثي، وتكثيف التحالف العربي لعملياته العسكرية في أكثر من منطقة.
وأشار إلى أن المفاجآت ستشكل ضربة موجعة وقاضية للميليشيات، ولن تحتاج أكثر من ثلاثة أيام حتى تتحقق، حسب قوله، دون الكشف عن مزيد من التفاصيل.
من جانبه، أكد الناطق الرسمي لقيادة محور تعز، العقيد الركن عبدالباسط البحر، لـ«الإمارات اليوم»، أن جبهات صعدة وصنعاء والحديدة في الساحل الغربي لليمن ستشهد معارك حسم، في ظل تضييق الخناق على الميليشيات فيها، في حال فشلت جميع جهود السلام التي يتحدث عنها البعض.
وأشار البحر إلى أن أهمية صعدة تتمثل في أنها معقل الحوثيين وزعيمهم، فيما تمثل صنعاء مركز الحكم ومقر المؤسسات الرسمية، وتشكل الحديدة أهمية اقتصادية كبرى، نتيجة وجود الميناء فيها، إلى جانب الأراضي الزراعية والمصانع، لذلك باتت قوات الجيش والتحالف على مشارف تلك المناطق، لتضييق الخناق على الميليشيات، التي على ما يبدو ستخضع لتنفيذ الشروط الثلاثة للاستسلام.
وأكد البحر وجود تحرك عسكري كبير للتحالف والشرعية في جبهات صعدة، وتقدم باتجاه مران، من رازح والجوف وشمال وشرق صعدة، كما تقترب من صنعاء، من جهة أبعر شمال أرحب، فيما بدأت مقاتلات التحالف قصف مناطق استراتيجية في محافظة عمران، التي تشكل أهمية أكثر من صنعاء، باعتبارها مركزاً بشرياً كبيراً لهم، وتربط بين صعدة وصنعاء.
وأوضح البحر أن قوات الجيش باتت جاهزة لحسم المعارك في تلك الجبهات، التي يشكل سقوطها سقوطاً للمشروع الإيراني الفارسي، المتمثل بميليشيات الحوثي الإيرانية، وإنهاء الانقلاب، فيما استشعرت الميليشيات الخطر، خصوصاً أنها تعيش حالة انهيار كبير، وبدأت في إرسال رسائل إيجابية، تسعى من خلالها إلى الاستسلام وفقاً للشروط المطروحة، ومنها تنفيذ القرارات الدولية، ومخرجات الحوار الوطني، وتسليم السلاح، وإعادة ممتلكات الدولية المنهوبة.
وحول الشأن العسكري في جبهات تعز، أكد البحر تمكن قوات الجيش من السيطرة النارية على الطرق الرابطة بين جنوب تعز وجبهات شمال لحج في كرش والقبيطة وغيرها، وباتت خطوط إمدادهم في تلك المناطق تحت سيطرة الجيش النارية، كما أكد أن الميليشيات تستميت في الحفاظ على تلك المناطق في نقيل الصلو ومنطقة الدمنة، بعد سيطرة الجيش على نقيل الصلو إلى أسفل النقيل من جهة منطقة الرقيس بالكامل، ومدرسة النجاح التي تعد آخر نقطة في رأس جبل الصلو.
وقال البحر إن السيطرة التي فرضتها قوات الجيش في نقيل الصلو تعد استراتيجية، باعتباره يشرف على جميع الطرق الرابطة بين تعز والمحافظات الجنوبية لحج وعدن، ويعد الطريق الدولي الشريان الوحيد لهم لإمداد عناصرهم في تلك المناطق، لذلك فإن ميليشيات الحوثي مستميتة للحفاظ عليها.
وفي الجبهات الأخرى، أشار البحر إلى أن جبهات مقبنة شهدت مواجهات وتبادلاً للقصف بين قوات الجيش والميليشيات في مناطق عدة بالمديرية المطلة على منطقة الساحل الغربي، وتتبعها منطقة البرح الاستراتيجية الرابطة بين المخاء وغرب مدينة تعز، فيما شهدت جبهات شرق المدينة في قلعة لوزم والكريفات وأبعر، معارك كبيرة، بعد أن حاولت الميليشيات استعادتها، لكنها فشلت، وتكبدت خسائر كبيرة، حيث تشكل تلك المناطق أهمية عسكرية كبرى، باعتبارها تطل على الحوبان ونقيل الإبل والزيلعي ودمنة خدير من جهة الغرب، وهي معاقل رئيسة للميليشيات في شرق تعز.
وكانت جبهات شمال شرق العاصمة صنعاء شهدت تقدماً كبيراً للشرعية، ووصلت إلى مركز مديرية نهم في منطقة مديد، بعد تحرير سلسلة جبال المنصاع، إضافة إلى تحرير قرية عيدة، التابعة لمنطقة المجاوحة، في جبهة الميسرة.
ووفقاً لمصادر ميدانية، فإن الجيش تمكن من تحرير جنوب المنصاع في ميسرة الجيش، وصولاً إلى منطقة مديد مركز مديرية نهم، بعد شنه هجوماً مباغتاً على مواقع الميليشيات في تلك المناطق، خلف قتلى وجرحى في صفوفهم، وفرار من تبقى من عناصرهم.
وأفادت المصادر بسقوط عدد من أفراد الميليشيات بين قتيل وجريح، خلال الهجوم الذي انتهى بتطهير موقع غرب المنصاع، وآخر جنوب تلة المنار بالمديرية ذاتها، ومن جهة ميسرة الميسرة من الجهة الغربية، ومنطقة المنعطف في مسورة بقلب جبهات نهم.
وفي صنعاء أيضاً، أكدت مصادر قبلية أن عدداً من قبائل الطوق بدأت بالتحرك لحشد عناصرها ومقاتليها لبدء مرحلة جديدة ضد الميليشيات المدعومة إيرانياً، بعد رفضها دعوات التجنيد التي أطلقتها جماعة الحوثي، رغم المحاولات المستميتة من قبل الانقلابيين لاستمالة القبائل.
ووفقاً للمصادر، فإن ميليشيات الحوثي تعيش حالة من الرعب من موقف القبائل المحيطة بصنعاء، خصوصاً بعد انتفاضة صنعاء، وتشعر بأن مصيرها غير مأمون في ظل تزايد الجبهات الرافضة لهم، بعد انضمام قوات الحرس الجمهوري إلى عدن، واستعداد الشرعية والتحالف العربي لفتح جبهات جديدة في صعدة وعمران وحجة، شمال البلاد.
وفي الساحل الغربي، أكدت مصادر محلية وجود استعدادات كبيرة لبدء معركة وصفوها بالعاصفة من قبل الشرعية والتحالف، ضد ميليشيات الحوثي في الحديدة ومينائها، وستكون من البر والبحر والجو، ويتم الإعداد لها حالياً من قبل المعنيين في الجيش والتحالف.
وأشارت المصادر إلى أن موعد تحرير الحديدة بات قريباً جداً، وعلى المواطنين من سكان الحديدة تجنب التجمعات الحوثية، وعدم سلك الطرق المؤدية إلى أماكن وجودهم باعتبارها مناطق عسكرية مستهدفة.
وأكدت أن مقاتلات التحالف واصلت استهدافها مواقع الميليشيات في أكثر من منطقة ومديرية، خصوصاً تلك الواقعة إلى شمال مديرية حيس، ومنها الجراحي والتحيتا وزبيد وبيت الفقيه.
وتواصل نزيف الميليشيات في الساحل الغربي، حيث تمكنت مقاتلات التحالف من تدمير تعزيزات حوثية في جبهة الساحل، ودمرت معسكراً تدريبياً في قرية الخفشة بمنطقة بُرع، واستهدفت تعزيزات في الخط الرابط بين مديريتي زبيد والجراحي، تكبدت الميليشيات فيها خسائر في الأرواح والعتاد، وتدمير آليات قتالية وأطقم عسكرية كانت متجهة إلى مديرية الجراحي.
وقتل 86 من ميليشيات الحوثي الموالية لإيران، فيما أصيب العشرات من عناصرها في غارات لمقاتلات التحالف العربي على الساحل الغربي.