كورونا في اليمن.. الجائحة تهب بـطلّتها المخيفة

الخميس 19 نوفمبر 2020 21:57:00
testus -US

أضيفت جائحة كورونا إلى سلسلة الكوابيس التي تُنغّص على اليمنيين حياتهم، بعدما سجّل الوباء انتشارًا في بلد يعيش انهيارًا كاملًا في منظومته الصحية.

وفيما تكثر التحذيرات من شتاء صعب في ظل طقس بارد يساعد على انتشار الفيروسات، فإنّ اليمن إلى جانب أغلب دول الشرق الأوسط، يعيش أيامًا صعبة للغاية من مخاوف عودة تفشي الوباء.

وفيما تبقى حالات الإصابة المبلّغ عنها بشكل رسمي في اليمن منخفضة، إلا أنّه - وفقًا للصحيفة - فإنّ تفشي الجائحة يهدد بتعميق الفوضى القائمة أصلا، وأن يزيد من حدّة الكارثة الإنسانية الواقعة بالفعل.

وتظل عواقب الموجة الثانية لفيروس كورونا لا تقتصر فقط على الجوانب الصحية والاقتصادية والاجتماعية، بل يمكن أن تشمل تداعياتها الأوضاع السياسية، وفق الصحيفة.

جائحة كورونا التي أكملت مع البشرية عامها الأول، حيث ظهرت أولى حالاتها في الصين في 17 نوفمبر من العام الماضي، أنهكت أنظمة صحية في دول مستقرة بل وفي دول متقدمة، فما البال باليمن الذي يعيش في الأساس وسط حطام منظومته الصحية المنهارة بفعل الحرب الحوثية القائمة منذ صيف 2014.

الأزمة الصحية في اليمن لم تُسهّل دخول كورونا وحسب، لكنّها ساهمت بشكل رئيس في تفاقم الأزمة وتفشي الوباء على نحو مرعب، يقال إنّ الأرقام الرسمية لا تُعبّر عنه، في ظل عدم إجراء فحوصات تكشف الحالات المصابة بالجائحة قبل تفشيها.

المليشيات الحوثية لم تكتفِ بسلسلة اعتداءاتها الطويلة على القطاع الطبي، لكنّها عملت على إفساح المجال أمام تفشي كورونا بفعل سياسة شديدة الخبث اتبعتها المليشيات على مدار الأشهر الماضية.

التعمّد الحوثي لإفساح المجال أمام تفشي كورونا تجلّى واضحًا في إقدام المليشيات على تخفيف الإجراءات والقيود في التعامل مع الجائحة، وفي الوقت نفسه اتبعت المليشيات سياسة خبيثة، قامت على إخفاء الحقائق والمعلومات.

ويمكن القول إنّ إخفاء المعلومات مثّل السلاح الأبرز الذي سهّل تفشي الوباء طوال الفترة الماضية، وكثيرًا ما تحذّر منظمات صحية تتعامل مع كورونا، على الأهمية القصوى للتعامل بشفافية مع الجائحة.

الأبشع من ذلك، أنّ المليشيات الحوثية التي كوّنت ثروات ضخمة من تحت أنقاض الحرب، ترفض تخصيص أي مخصصات مالية في المناطق الخاضعة لسيطرتها، عملًا على مواجهة تفشي كورونا، بل إنّها ترى أنّ الجائحة لم تُشكّل خطرًا على الوضع هناك.

يُشير كل ذلك إلى أنّ هناك عملية سكب للزيت على النار، بمعنى أنّ كورونا الذي بدأ نشاطه يتضاخم مع حلول فصل الشتاء ينذر بأيام حالكة على ملايين السكان الذين لا يعرفون متى يغادرون زنازين الجائحة المخيفة.