الانتقالي يرسخ تحالفه مع محور الاعتدال العربي
رأي المشهد العربي
رسخ اللقاء الذي عقده الرئيس عيدروس الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، مع السفير المصري لدى اليمن أحمد فاروق، أمس الخميس، التقارب والتعاون المشترك مع دول محور الاعتدال العربي ( مصر والإمارات والسعودية والبحرين) في مواجهة إرهاب مليشيات الشرعية الإخوانية الذي يأتي بدعم مباشر من محور الشر القطري التركي.
تبنى المجلس الانتقالي سياسات واضحة مع حلفائه من الأشقاء العرب، ومنذ أن تأسس في العام 2017، أصبح جزءًا مهمًا لدعم جهود التحالف العربي في الجنوب، وعبرت جميع مواقفه السابقة عن رغبته في إيجاد ظهير داعم للأمن القومي العربي من ناحية باب المندب وخليج عدن، وهو الدور الذي لن يتخلى عنه الجنوب في ظل المصالح الإستراتيجية والعلاقات التاريخية مع الدول العربية الشقيقة.
تكمن أهمية لقاء الرئيس الزُبيدي بالسفير المصري في أنه يبرهن على أن هناك رغبة عربية، تحديدًا من قبل محور الاعتدال العربي، في محاصرة إرهاب الشرعية، وعدم السماح بتمدده بما يؤدي لإفشال اتفاق الرياض، والتعاون والتنسيق الدبلوماسي والسياسي والأمني مع الجنوب بما يضمن عدم إحداث أي تغيرات على مستوى موازين القوى السياسية والعسكرية الحالية.
كما أن اللقاء يبرهن على أن هناك ثقة عربية في قدرات المجلس الانتقالي على مستويات مختلفة بما يجعله مؤهلًا للعب دور فعال في التصدي للمليشيات الإرهابية، وذلك بعد أن حقق المجلس جملة من النجاحات السياسية والعسكرية التي مكنته من صد عدوان العناصر الحوثية في جبهة الضالع ووقف مليشيات الشرعية عند حدود محافظة أبين وتحصين العاصمة عدن.
أهمية التنسيق والتعاون المشترك بين الانتقالي ومحور الاعتدال العربي تتمثل في مجابهة محور الشر القطري التركي والذي يقدم الدعم بشكل مباشر لمليشيات الشرعية، ويبدو أن هناك استشعارا عربيا لخطورة ممارسات الشرعية الأخيرة تحديدًا بعد أن أعلنت مضيها قدمًا نحو إنشاء ميناء جديد على ساحل بحر العرب في محافظة شبوة واستغلاله لتهريب الأموال والسلاح والمخدرات من الخارج ما يعني أن هناك اختراقًا متوقعًا للجنوب من قبل قوى إقليمية معادية.
كما أن للتنسيق أبعاده الإيجابية الأخرى إذ يؤكد على أن هناك تعاونا عربيا مع الانتقالي في وجه ممارسات تركيا التي تسعى لإقامة قاعدة عسكرية لها في جزيرة سقطرى بالقرب من قواعدها الأخرى على سواحل الصومال، وهو ما يشكل تهديدًا مباشرًا للأمن القومي العربي، وبالتالي فإن هناك إصرارا جنوبيا وعربيا على عدم إتاحة الفرصة لتركيا من أجل وضع موطئ قدم لها في تلك المنطقة.
يحتاج تفكيك التحالف الإيراني التركي القطري إلى مزيد من الجهود والتنسيق بين دول الاعتدال العربي وبين المجلس الانتقالي الجنوبي في ظل مواجهة الجنوب عداءات من المليشيات الحوثية وكذلك مليشيات الشرعية إلى جانب التنظيمات الإرهابية التي تسعى للاستفادة من الوضعية الحالية، إضافة إلى ضرورة تكثيف الضغط العربي في اتجاه تنفيذ بنود اتفاق الرياض وهو أمر ظهر واضحًا خلال الاتفاق السعودي المصري على دعم الاتفاق.