ملحمة الصرف الصحي.. كيف تحارب اليونسيف أزمة اليمن القاتلة؟
في الوقت الذي خلّفت فيه الحرب العبثية التي أشعلتها المليشيات الحوثية في صيف 2014 أزمات معيشية قاتمة، فإنّ جهودًا دولية ضخمة يبذلها المجتمع الدولي عبر منظماته المعنية من أجل تمكين السكان من التصدي لهذه الأعباء.
وضمن هذه الجهود، كشفت بعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة (أونمها) عن انتهاء منظمة الأمم المتحدة للطفولة، يونيسف، من تأهيل نظام الصرف الصحي في المحافظة.
البعثة الأممية قالت في بيان لها، اليوم الجمعة، إنّ المشروع يهدف إلى حماية مئات الآلاف من الأطفال من الإصابة بالأمراض التي تنقلها المياه، مشيرة إلى أنه يضمن حماية الحياة البحرية من تسرب مياه الصرف الصحي.
وتجري منظمة اليونسيف عدة خطوات لتحسين نظام المياه والصرف الصحي، من خلال إجراءات تشمل توفير الوقود لمضخات المياه للاستمرار في عملها.
وسبق أن قالت المنظمة إنّها تقدم 3.2 مليون لتر من الوقود شهريا في أكثر من 15 منطقة، هذا فضلًا عن دعم إصلاح الأضرار في شبكات المياه وإعادة تأهيل الخزانات الرئيسية، كما تعد اﻟﻜﻠﻮرة اﻟﻤﺎﺋﻴﺔ من أبرز وسائل اليونيسف لضمان وصول المياه النظيفة للسكان في اليمن وقدمت حوافز معينة لبعض العاملين في مرافق المياه والصرف الصحي لضمان استمرار عملهم.
تحمل مثل هذه الجهود أهمية ضخمة في سبيل تمكين السكان من مواجهة الأعباء التي خلّفتها الحرب الحوثية التي طال أمدها أكثر مما يُطاق، ضمن أزمة إنسانية مصنفة بأنّها الأشد بشاعة على مستوى العالم.
وضمن مختلف قطاعات الحياة الحيوية، فقد أحدثت الحرب الحوثية أزمة حادة وبشعة في الصرف الصحي، وتقول تقارير أممية إنّ المياه التي تستخدم لتغطية الاحتياجات الأساسية تفتقد للمعايير الصحية، ما يجعل أعدادًا ضخمة من السكان لا يحصلون على مياه نظيفة، وهو ما يفاقم الأزمة.
بالإضافة إلى ذلك، فإنّ مخاطر المياه الملوثة تزداد في ظل انتشار الأوبئة القاتلة التي سجّلت حضورًا قاتلًا في مناطق شاسعة من اليمن، وخلّفت أعدادًا كبيرة من الضحايا، ويقول متخصّصون إنّ تلوث مياه الشرب بالإضافة إلى الصرف الصحي شبه المعدوم، أدّى إلى تفشي مثل هذه الأوبئة.
وبحسب تقديرات سابقة صدرت عن منظمة الأمم المتحدة للطفولة اليونيسف فإنّ نحو أكثر من 16 مليون شخص لا يحصلون على المياه النظيفة، في ظل المعاناة من محدودية الوصول إلى المياه منذ سنوات طويلة.