رشاوى وسطو ومخالفات.. كيف بلغت صراعات أجنحة الحوثي الصف الأول؟
لا تزال صراعات الأجنحة تتفاقم في المعسكر الحوثي بشكل ربما يُنذر بإحداث مزيدٍ من التفكك في معسكر المليشيات الموالية لإيران.
وفي أحدث حلقات هذه الصراعات التي تندلع بسبب التنافس على السلطة والنفوذ، وجّه وزير داخلية حكومة مليشيا الحوثي غير المعترف بها عبدالكريم الحوثي، بإيقاف مفتش عام الوزارة القيادي إبراهيم المؤيد.
مصادر مطلعة أبلغت "المشهد العربي" بأنّ وزير داخلية المليشيات عبدالكريم الحوثي، عم زعيم المليشيات عبدالملك الحوثي، دفع بمدير مكتبه علي حسين الحوثي، وهو نجل الصريع حسين الحوثي مؤسس المليشيات، إلى افتعال خلافات مع القيادي المؤيد المعين في منصب مفتش عام الوزارة.
واتهم نجل حسين الحوثي، المفتش العام بتلقي رشاوى وإخفاء ملفات قضايا الشكاوى المرفوعة ضد بعض القيادات الأمنية بارتكاب مخالفات وسطو على أملاك الغير.
وبحسب المصادر، فإنّ علي حسين الحوثي أوقف المراسلات مع مكتب المفتش العام، قبل أن تتصاعد الخلافات، ويوجه وزير داخلية المليشيات الإرهابية، عبدالكريم بإيقاف المفتش العام المؤيد عن العمل.
من جانبه، رفض المؤيد القرار وهدد برفع شكوى إلى زعيم المليشيات ضد عمه ونجل شقيقه .
هذا التصارع الحوثي يحمل دلالة كبيرة حول تفاقم الأزمات داخل هذا المعسكر الشرير، وقد بلغت الصف الأول في معسكر المليشيات، على نحو ينذر بتفاقم هذا الوضع الذي يهز استقرار هذا الفصيل.
ومنذ فترات طويلة، يعاني الحوثيون من أزمة صراعات أجنحة تفشت في معسكرها بشكل ضخم للغاية، في ظل تسابق نحو نهب الأموال وتحقيق أكبر قدر من المصالح.
هذا الوضع الذي يرعب الحوثيين ربما تكون له آثار مهمة في الفترة المقبلة، حيث تعاني المليشيات من تفكّك حاد، يتناقض مع ما يروّجه هذا الفصيل الإرهابي بأنّه كيان مستقر بغية توسيع دائرة الموالين له.
ولعل واقعة اغتيال الوزير الحوثي حسن زيد على يد قيادات بارزة في المليشيات، هي أكبر دليل على بلوغ صراعات الأجنحة حدًا ربما يُخرج الأمور عن السيطرة.
وحاولت المليشيات إخماد لهيب هذه الأزمة من خلال إعلانها تصفية من قالت إنّهم ارتكبوا العملية، وحاولت توجيه دفة الأمور نحو التصوير بأنّ الاغتيال جاء بتنفيذ من تعتبرهم عناصر خارجة عن القانون.
على النقيض من ذلك، أكّد محللون بأنّ عبد الملك الحوثي هو من وجّه باغتيال حسن زيد، ضمن صراعات الأجنحة الحوثية، وهو ما فضح حجم تصاعد الأزمات في هذا المعسكر.