أسرة حميد في تعز .. 10 أفراد يواجهون القاتل الصامت
يعيش حميد فرحان الشرعبي وعائلته المكونة من عشرة أشخاص، في دكان أو محل صغير في حي الضبوعة التابع لمدينة تعز وسط اليمن.
وتتكون عائلة حميد البالغ من العمر ما يقارب الـ 45 عاماً، الذي كان يعمل في تنظيف بعض العيادات والمؤسسات الخاصة في مدينة تعز، من ستة أولاد وابنتان، بالإضافة إلى زوجته العاطلة عن العمل.
لم يدفع حميد فرحان إيجار الدكان الصغير، الذي لا يتجاوز طوله وعرضه الخمسة أمتار، والذي يقطن فيه منذ أكثر من ثلاث سنوات، لصاحب الدكان منذ سنة ونصف السنة.
ينام حميد وأفراد عائلته على نصف فراش هزيل في الدكان، ذو السقف المهدد بالإنهيار في أي لحظة، جراء القصف المتبادل في أطراف المدينة بين «الحوثيين » و«المقاومة» والجيش التابع للرئيس عبد ربه منصور هادي، المدعوم من «التحالف» الذي تقوده السعودية.
ساقت الأقدار حميد إلى البقاء بلا عمل، بعد كسر يده اليمنى، ودفعت ببناته إلى العمل بدلاً عنه، في بيع المسابح والمناديل لبعض سائقي السيارات الخاصة والأجرة ولبعض سكان المدينة.
في حديث إلى «العربي»، يسرد حميد فرحان الشرعبي حكايته: «انتقلت قبل ما يقارب العشر سنوات من مديرية شرعب التي تعتبر ريفية إلى حد ما، إلى مدينة تعز للبحث عن العمل، وكنت أعمل مع أكثر من جهة مختلفة»، .
ويضيف «في السنوات الأخيرة، كنت أعمل في تنظيف المكاتب والعيادات الخاصة وبعض مكاتب المحامين من أجل توفير لقمة العيش لي ولأولادي، كنت أكسب في اليوم ألف ريال يمني، وفي بعض الأيام تزيد إلى ألف وخمسمائة، وأحياناً ألفي ريال، كانت تكفيني نوعاً ما لتوفير الطعام».
وأكد حميد «لا نملك أي شيء لتأسيس بيت، حتى تلفون سيار لا يوجد لدي».
تخرج سالي حميد فرحان، البالغة من العمر ما يقارب 20 عاماً، منذ الصباح الباكر إلى شوارع المدينة، لتبيع المناديل الورقية والمسابح على سائقي المركبات والسكان، من أجل توفير لقمة العيش لها ولعائلتها، تسد بها جوع العائلة الذي تسببت بها ظروف الحياة.
تطوف أختها الأصغر سناً أملاك حميد فرحان، البالغة من العمر ما يقارب 18 عاماً الأسواق والشوارع الرئيسية، لتبيع أيضاً المناديل الورقية والمسابح، من أجل أن تساعد شقيقتها الأكبر، في توفير بعض الإحتياجات الأساسية التي تحتاجها عائلتها.
تكسب سالي وأملاك ألف ريال، وإن حالفهن الحظ، يكسبن أحياناً ألفي ريال يمني، وينفقن كل ما يكسبنه على عائلتهن.
الصعوبات التي تقف أمام عملهن .
في حديثها إلينا، تقول سالي إن «هناك الكثير من الصعوبات التي تقف أمامها، من ضمنها عدم إقبال الناس على الشراء بسبب عدم استلامهم رواتبهم منذ أكثر من سنة»، وتضيف «الحمد لله كل ما أكسبه أنفقه على عائلتي، ومقتنعة برزقي الذي كتبه الله لي حتى وإن كان 30 ريال في اليوم».
وأكدت سالي «إذا حالفنا الحظ وكسبنا مبلغ جيد، نأكل في اليوم ثلاث وجبات، وإذا كان المبلغ صغيراً، نأكل وجبة واحدة أو وجبتان».
ليست عائلة حميد فرحان هي العائلة الوحيدة التي قست عليها الظروف المعيشية الصعبة، في ظل الوضع الراهن، بل إن هناك المئات من العوائل اليمنية التي شرُدت من منازلها بسبب الحرب، وطرد من يعيلها من عمله.
*الأمناء