بوادر اللهيب الحوثي بالحديدة.. المليشيات تلعب بالنار والعالم يتوسل الحل السياسي
يبدو أنّ المليشيات الحوثية بصدد تصعيد جديد في جبهة الحديدة الملتبهة، على نحوٍ يُجهِض عديد الآمال والجهود التي تدفع نحو الحل السياسي يبدأ بتحقيق استقرار عسكري.
ففي الساعات الماضية، أطلقت مليشيا الحوثي المدعومة إيرانيًا، اليوم الأربعاء، تسع طائرات مُسيرة فوق مناطق متفرقة من الحديدة.
ورُصِدت أربع طائرات فوق مركز مدينة التحيتا، وثلاث طائرات فوق منطقة الجبلية، وطائرة فوق منطقة الحيمة، وأخرى في سماء مدينة حيس.
التحليق الحوثي المكثف للطائرات المسيرة ربما يحمل رسالة إنذار من المليشيات بتصعيد يفوق الوصف، يُكبّد السكان كلفة باهظة من إقدام المليشيات على مضاعفة لهيب الحرب.
المليشيات الحوثية عبر هذا التوجّه الخبيث تبعث برسالة إلى الأمم المتحدة بأنّها مصرةٌ على إطالة أمد الحرب، بغية تحقيق أكبر قدر من المكاسب، بدليل الثروات الضخمة التي كوّنتها قيادات المليشيات الموالية لإيران استغلالًا للحالة العبثية للحرب الراهنة.
وإزاء الإصرار الحوثي على هذه السياسة الخبيثة، فإنّ الأوضاع في اليمن تتجه نحو مزيدٍ من التعقيد، بدليل أنّه لأكثر من ست سنوات لم تُفسِح المليشيات المجال أمام تحقيق حلحلة سياسية مطلوبة بشكل كبير.
استنادًا إلى ذلك، فإنّ المجتمع الدولي سيكون بمثابة مُضيِّعًا للوقت إذا ما اكتفى بتوجيه دعوات تصل إلى حد "التوسّل" للمليشيات بأن تنخرط في مسار الحل السياسي.
وهناك حاجة ماسة لأن يتخلى المجتمع الدولي عن سياساته الرخوة وأن يمارس دورًا أشد حزمًا في مواجهة الإرهاب الحوثي المتصاعد الذي يفرض مزيدًا من الأعباء على ملايين السكان.