صحيفة دولية : التحالف العربي في اليمن ينجح في التصدي للعبث بأمن المنطقة
نجح التحالف العربي لدعم الشرعية في وأد طموحات الهيمنة الإيرانية على اليمن واختطافه والعبث بمقدراته ومستقبل شعبه وتحويله إلى شوكة في الخاصرة الخليجية والعربية.
واستطاع التحالف العربي – بقيادة السعودية وبمشاركة الإمارات- وضع حد لهذه الطموحات وبتر الذراع الإيرانية لجماعة الحوثي، في تعبير واضح عن إرادة عربية سياسية وعسكرية موحدة عنوانها “الحزم”.
وبموازاة ذلك قضى التحالف العربي على البنية التحتية لتنظيم القاعدة الإرهابي الذي كان يتخذ من اليمن منطلقا لاستقطاب عناصر متطرفة ونقطة انطلاق لهجمات إرهابية من شأنها تهديد أمن المنطقة والعالم.
وفي السياق ذاته عمل التحالف العربي على تأمين سلامة حركة الملاحة في باب المندب أحد أهم المضائق في العالم.
وقدم التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن دروسا عسكرية في فنون القتال والإعمار في آن واحد، بينما كانت عمليات التحرير تجري وفق المخطط لها وتؤتي أكلها في دحر الحوثيين والقاعدة.
وكان للمساعدات الإنسانية والطبية أثر إيجابي على استعادة الحكومة الشرعية لقدراتها وإنهاء مأساة الشعب اليمني، الذي عانى من عمليات التخريب الممنهجة لميليشيات الحوثي.
والبداية كانت برسالة وجهها الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي للسعودية وقادة الخليج طالب فيها بالتدخل لحماية اليمن، حيث جاء الرد سريعا في أواخر مارس 2015 بإطلاق عاصفة الحزم.
ولعبت دول التحالف دورا بارزا في إنقاذ اليمن من ميليشيا الحوثي، أحد وكلاء إيران في المنطقة، حيث كانت مواقع الانقلابيين هدفا لغارات جوية مكثفة أدت إلى تغيير موازين القوى وتحييد قدراتها الجوية وترسانتها من الصواريخ، فيما تمكن التحالف من السيطرة على كامل المياه والأجواء اليمنية ونفّذ الآلاف من الضربات الجوية التي استهدفت معسكرات ومواقع للحوثيين.
وحطم التحالف العربي أحلام إيران في عزل اليمن عن محيطه العربي وتحويله إلى شوكة في الخاصرة الخليجية والعربية، حيث نجح في بتر ذراعها الحوثية التي لم يعد لها أي أمل بالبقاء والسيطرة بعد أن فقدت معظم قوتها ومقاتليها وأهم المناطق والموانئ الاستراتيجية.
ويحسب للتحالف العربي أنه أسقط المشروع الإيراني في السيطرة على باب المندب، وبالتالي تهديد حركة الملاحة، حيث لم تدم طويلا التصريحات الاستفزازية التي أدلى بها علي شامخاني أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني في عام 2015، وتأكيده على أن بلاده باتت على ضفاف البحر المتوسط وباب المندب.
وتواصلت محاولات إيران لدعم الميليشيات الإرهابية عبر تهريب الأسلحة، لكن التحالف نجح في السيطرة على غالبية الموانئ اليمنية التي شكلت لفترة طويلة طرق إمداد لإيصال أسلحتها وصواريخها إلى وكلائها في الجزيرة العربية.
وتؤكد الوقائع على الأرض، أن عمليات التحالف العربي أجهضت حلم إيران في تحويل الميليشيات الحوثية إلى كيان يمني مستقل على غرار حزب الله اللبناني، واستخدامها كرأس حربة في مشاريعها التوسعية وتهديد أمن دول المنطقة خاصة السعودية.
وساهمت استعادة الشرعية وتركيز التحالف العربي في بداية انطلاقته على تحييد قدرات الحوثيين الجوية وتدمير ترسانة صواريخهم الباليستية وأسلحتهم الثقيلة، في إنهاء التهديد الكبير الذي شكله امتلاك جماعة متطرفة خارجة عن سيطرة والقانون لكل هذا الكم من العتاد العسكري.
وشرع التحالف بعد ذلك في تحرير المناطق والمحافظات اليمنية واحدة تلو الأخرى، بعد أن أحرزت قوات التحالف العربي والجيش والمقاومة اليمنية نجاحات أثمرت عن تحرير أكثر من 85 بالمئة من الأراضي اليمنية. وتقف قوات التحالف العربي والجيش اليمني على بعد بضعة كيلومترات من محافظتي صعدة والعاصمة صنعاء، بل واستطاعت أن تحرّر العديد من المرتفعات والجبال المحيطة بها.
وساهم كل ذلك في إعادة الشرعية وتمكين الحكومة اليمنية من أداء مهامها والسيطرة على مؤسسات الدولة، كما ساهم بشكل واضح في بناء قدراتها عبر دعم الحكومة الشرعية لاستعادة أدوراها في إدارة الدولة اليمنية.
ومكّن دحر التحالف العربي لتنظيم القاعدة من تبديد المخاوف العالمية من استنساخ تجارب مماثلة لجماعات إرهابية متطرفة داخل اليمن على غرار داعش في العراق وسوريا وليبيا، عبر تشكيل ما يطلق عليه مجازا بالدويلات والولايات الإسلامية بعد أن شكل هذا التنظيم لسنوات طويلة بؤرة لاستقطاب العناصر الإرهابية ونقطة انطلاق للعديد من الهجمات الإرهابية التي استهدفت أمن المنطقة وسلامة حركة الملاحة البحرية عبر مضيق باب المندب.
فمنذ “عاصفة الحزم” كثفت الإمارات والسعودية من دعمهما لليمن على كافة المستويات وخاصة الإنسانية منها لمساعدة شعبه على تجاوز التحديات.