الدوري الإماراتي يرفع شعار «الصحة أولا»
رغم اقتصار الفترة المتبقية من فعاليات الدوري الإماراتي لكرة القدم في الموسم الماضي على سبع مراحل فقط، لم تتردد رابطة المحترفين الإماراتية في اتخاذ قرار إلغاء الموسم الماضي بسبب أزمة تفشي الإصابات بفيروس "كورونا" المستجد.
وأشارت العديد من التقارير في الشهور القليلة الماضية عن احتلال الإمارات لمركز متقدم في ترتيب أفضل الدول في مرونة التعامل مع أزمة كورونا من حيث الإجراءات الصارمة والحاسمة التي اتخذتها من أجل التصدي للجائحة والاهتمام بالنواحي الصحية مع المحافظة على عدم تعطيل الأعمال والمجتمع.
وفي الوقت نفسه، رفعت رابطة المحترفين الإماراتية شعار "الصحة أولا" من خلال قرارها في يونيو الماضي بإلغاء فعاليات الموسم الكروي الماضي رغم إقامة 19 مرحلة من مسابقة دوري الخليج العربي (الدوري الإماراتي) من بين 26 مرحلة مقررة في المسابقة التي تشهد منافسة بين 14 ناديا مختلفا.
وتوقفت المسابقة عقب انتهاء مباريات المرحلة التاسعة عشرة من المسابقة في 14 مارس الماضي حيث كان القرار في البداية بالتأجيل لحين استكشاف الوضع في ظل تفشي الجائحة.
وبعد ثلاثة شهور من التوقف، اتخذت الرابطة قرارها بإلغاء الموسم حفاظا على صحة جميع عناصر اللعبة وهو ما كان واضحا في حيثيات القرار والأسباب التي ذكرتها الرابطة في بيان الإلغاء.
وذكرت الرابطة تسعة أسباب لقرار الإلغاء جاء في مقدمتها الظروف الناتجة عن توقف النشاط لنحو ثلاثة شهور بسبب الجائحة وارتفاع درجات الحرارة والرطوبة في يوليو وأغسطس ما يؤثر سلبا على صحة وسلامة اللاعبين فضلا عن تواجد عدد كبير من اللاعبين الأجانب والأجهزة الفنية خارج الدولة وصعوبة عودتهم في الوقت المناسب إلى أنديتهم مع توقف حركة الطيران دوليا في ذلك الوقت.
كما أشارت الرابطة إلى حاجة اللاعبين لفترة إعداد لا تقل عن ستة أسابيع قبل استئناف فعاليات الموسم بعد امتداد فترة التوقف لثلاثة أشهر.
وكان مقررا في ذلك الوقت أن تستأنف بطولة دوري أبطال آسيا نشاطها في سبتمبر، وذكرت الرابطة الإماراتية أن هذا يعني أنه في حالة استكمال الموسم، فإن أغلب لاعبي المنتخب الإماراتي والمشاركين مع أنديتهم في دوري أبطال آسيا سيخوضون 11 مباراة على الأقل محليا وخارجيا خلال فترة قصيرة قبل المشاركة الرسمية للمنتخب الإماراتي في التصفيات المزدوجة المؤهلة لكأس العالم 2022 وكأس آسيا 2023 والتي كان مقررا إقامة بعض فعالياتها في أكتوبر مما سيسبب الإجهاد واحتمالية تعرضهم للإصابات والتأثير سلبا على أنديتهم والمنتخب الوطني.
وفي ظل هذه الأسباب وغيرها من الأسباب الأخرى المتعلقة بفترات القيد وشروطه وكذلك مدى ترحيب الأندية باستئناف المسابقة ، اتخذت الرابطة قرارها بالإلغاء وعدم تتويج شباب الأهلي متصدر جدول المسابقة وقتها بلقب البطولة ، ما يعني استمرار فريق الشارقة حاملا للقب بعدما توج به في موسم 2018 / 2019 إضافة إلى استمرار فريق شباب الأهلي حاملا للقب كأس رئيس الدولة بعد إلغاء نهائي المسابقة في موسم 2019 / 2020 بين العين والظفرة.
ورغم جائحة كورونا، حققت رابطة المحترفين الإماراتية برئاسة عبد الله ناصر الجنيبي عددا من الإيجابيات من حيث زيادة الدخل الإجمالي مقارنة بالموسمين الماضيين ويتوقع أن تزداد أرباح الأندية للموسم الحالي رغم استمرار آثار جائحة كورونا السلبية بشكل عام على عالم الرياضة.
وتفوقت الرابطة في تطبيق الإجراءات الاحترازية لضمان سلاسة تنظيم المباريات ما ساهم في حماية الفرق واللاعبين والأطقم وتقليل نسبة الإصابات بالفيروس كما ساهمت الرابطة في حملات نوعية للتوعية كما نجحت في تحقيق نجاحات تسويقية للدوري وللمسابقة.
واستمر شعار "الصحة أولا" في التعامل الإماراتي مع جائحة كورونا حيث قرر الاتحاد الإماراتي لكرة القدم تأجيل انطلاق منافسات الموسم الكروى الجديد 2020 / 2021، إلى أكتوبر بدلا من سبتمبر حفاظا على اللاعبين والعاملين في المجال الكروي، خاصة مع بدء الجدل وقتها بشأن وجود موجة جديدة لفيروس كورونا.
كما جاء التأجيل للتأكد من استكمال كافة الإجراءات الخاصة بعودة النشاط الرياضي التي أعلن عنها في يوليو الماضي.
وكشفت رابطة المحترفين الإماراتية في ملتقى عقد في دبي أواخر نوفمبر الماضي عن الجهود التي بذلت لانطلاق الموسم الحالي رغم الجائحة.
وأكد وليد الحوسني المدير التنفيذي للرابطة أن عدد الفحوص الطبية التي أجريت قبل انطلاق المباريات في الموسم الحالي بلغ أكثر من 50 ألف فحص في ظل الجهود التي بذلتها الرابطة لتطبيق الإجراءات الاحترازية والحفاظ على سلامة جميع عناصر اللعبة في مواجهة أزمة تفشي الإصابات بفيروس "كورونا" المستجد.
وتناول الملتقى نجاحات الرابطة في إطلاق فعاليات الموسم الحالي والجهود التي بذلت في ظل الإجراءات الاحترازية للحد من تفشي الإصابة بمرض "كوفيد-19" الناتج عن عدوى فيروس "كورونا".
وأشار الحوسني إلى الفحوص الطبية التي أجريت قبل انطلاق المباريات والتي بلغت أكثر من 50 ألف فحص، بالإضافة لاجتماعات رابطة المحترفين منذ انطلاقة الموسم على صعيد اللجنة الفنية، والاجتماعات التنسيقية مع ممثلي الأندية، ومسؤولي المباريات، بجانب استعراض بروتوكول المباريات، وإحصائيات اللعب الفعلي.
كما أشار لبرتوكول المباريات والمطبق حاليا بعدما جرى إعداده بناء على أفضل الممارسات العالمية وبسيناريوهات مختلفة بدءا من إقامة المباريات بدون جمهور وحتى عودة الجماهير بشكل كامل، منوها إلى اعتماد البروتوكول من الجهات المختصة بالدولة.
وتضمنت أهم بنود البروتوكول المطبق تقسيم الملعب إلى 4 نطاقات لضمان تطبيق الإجراءات الاحترازية، حيث يتم فحص جميع المتواجدين في الملعب حراريا بالإضافة لضرورة حصولهم على نتيجة فحص سلبية قبل ثلاثة أيام للنطاقين 1 و2 وأسبوع للنطاقين 3 و4، علاوة على تعقيم الاستادات بالكامل قبل وبعد المباريات واستخدام كرات جديدة في كل مباراة.
ومنذ بدء فعاليات الموسم الحالي في منتصف أكتوبر الماضي، أقيمت حتى الآن 70 مباراة بالمراحل العشرة الأولى من الموسم دون مشاكل كبيرة رغم الموجة الثانية من جائحة كورونا والتي تضرب معظم أنحاء العالم في الوقت الحالي.