ثغرة شبوة تهدد استكمال التزامات اتفاق الرياض
تسعى مليشيات الإخوان إلى تحويل محافظة شبوة إلى ثغرة من الممكن استغلالها لعرقلة استكمال التزامات اتفاق الرياض، وإفشال جهود حكومة المناصفة التي خرجت إلى النور مؤخرا، وهو ما يظهر من خلال محاولاتها للالتفاف على تنفيذ الشق العسكري من الاتفاق وإعادة تدوير عناصرها الإرهابية داخل المحافظة بدلا من تنفيذ الانسحاب الكامل إلى محافظة مأرب.
يرى مراقبون أن محافظة شبوة تبقى التهديد الأكبر على اتفاق الرياض لأنها مازالت تحت سيطرة المحافظ الإخواني المدعو بن عديو، إضافة لكونها منطقة نفطية لن ينسحب منها تنظيم الإخوان بسهولة وسيحاول بشتى السبل التمسك بوجوده هناك للهيمنة على الموارد النفطية وتمويل عناصره الإرهابية، إلى جانب عدم خسارته التمويل الذي يأتيه من الخارج عبر دولتي قطر وتركيا من خلال المحافظة.
تحاول مليشيات الإخوان استغلال التركيز الأكبر على محافظة أبين والتي شهدت مواجهات عسكرية طيلة الأشهر الماضية وانتهى الأمر فيها لوقف إطلاق النار وسحب القوات التزاما بتنفيذ الشق العسكري باتفاق الرياض، وهو ما يجعل الأنظار مرتكزة بشكل أكبر على جبهات أبين من دون أن يكون القدر ذاته بالنسبة لشبوة التي تتواجد فيها عناصر إخوانية وتنظيمات إرهابية.
تشكل ثغرة شبوة على حالتها الحالية تهديدا للتوافقات الأخيرة بين الشرعية والمجلس الانتقالي الجنوبي، لأن عدم التزام الشرعية يعني أنها غير جادة في إنجاح حكومة المناصفة، لأن مواجهة الجنوب عسكريا وفي نفس الوقت المشاركة معه سياسيا يبرهن على أنها توجه طعناتها للمجلس الانتقالي والتحالف من الخلف وهو ما يتطلب مزيدا من الإجراءات الضاغطة على مليشيات الإخوان للالتزام بكافة بنود الاتفاق.
وفيي حيلة رخيصة تكشف عن نوايا للتصعيد العسكري، دفعت مليشيا الإخوان الإرهابية بعناصرها المنسحبة من شقرة إلى مديرية عتق، حيث سحبت قيادات المليشيا عناصر المنطقة العسكرية الثالثة التي يفترض تمركزها في محافظة مأرب، إلى مواقع تمركز جديدة في عتق بمحافظة شبوة.
وعمدت إلى تغيير لون الأطقم العسكرية إلى لون أطقم القوات الخاصة في عتق، وصرف بطاقات عسكرية بهوية القوات الخاصة بالمديرية، في محاولة تضليل ساذجة.
ويبرهن استمرار وجود أطقم مليشيات الشرعية الإرهابية خارج مناطق تمركزها الأساسية، وبعيدًا عن مناطق مواجهات مليشيا الحوثي الإرهابية – تطبيقًا لالتزامات اتفاق الرياض – على تحركات وشيكة لفتح جبهة جديدة للعدوان على الجنوب انطلاقًا من شبوة.
وتواصل المليشيات الإخوانية الإرهابية العمل على إثارة الأزمات الأمنية في محافظة شبوة، على نحوٍ يُشكّل تهديدات مباشرة على أمن الجنوبيين وسلامتهم، وقبل أيام نجت أسرة من اشتباكات مسلحة بين عناصر مليشيا الإخوان الإرهابية في المدخل الغربي لمديرية عتق في محافظة شبوة.
وبحسب مصادر مطلعة، فقد اندلعت الاشتباكات بين عناصر الأمن السياسي والقومي والقوات الخاصة في نقطة كهرباء، خلال عبور الأسرة، مشيرة إلى أن الاشتباكات المسلحة وقعت بسبب عدم وقوف مديري الأمن السياسي والقومي الموالين لمليشيات الإخوان، في النقطة.