الذهب يودع 2020 بأعلى مكاسب خلال 10 سنوات

الجمعة 1 يناير 2021 18:42:10
testus -US

ودع المعدن النفيس "الذهب" عام 2020 بمكاسب قياسية ليحقق أعلى إغلاق في ‏تاريخه على الإطلاق ليسجل 1900 دولار للأوقية، مرتفعا 25 %، بما يعادل ‏‏385 دولارا للأوقية، حيث كان قد أغلق 2019 عند مستوى 1515 دولارا للأوقية.‏

و يعد ارتفاع الذهب خلال 2020 هو أسرع وتيرة في عشرة أعوام، حيث كان قد ‏ارتفع 29 في المائة 2010 عندما صعد إلى 1405.5 دولار للأوقية مقابل 1087.5 ‏دولار بنهاية 2009.‏

بينما على أساس قيمة الزيادة خلال 2020 والبالغة نحو 385 دولارا للأوقية فهي ‏أكبر زيادة سنوية على الإطلاق.‏

ويعد الارتفاع المسجل في 2020 هو الثاني على التوالي، حيث ارتفع الذهب 18 ‏في المائة في 2019 مغلقا عند 1515 دولارا للأوقية، بينما كان قد تراجع قبلها 1 ‏في المائة 2018 ليغلق عند 1279 دولارا للأوقية.‏

وسجل الذهب مستوى تاريخيا خلال 2020 عند 2073 دولارا للأوقية في السابع ‏من شهر أغسطس الماضي، مستفيدا من الهروب إليه كملاذ آمن بالتزامن مع تفشي ‏جائحة كورونا عالميا.‏

وصعد المعدن الأصفر خلال 2020 مع زيادة الطلب عليه كملاذ آمن في ظل تفشي ‏فيروس كورونا وتزايد التوترات بين أكبر اقتصادين في العالم "الأمريكي ‏والصيني"، ما يضيف أعباء إضافية إلى متاعب الاقتصاد العالمي، بالتزامن مع ‏تراجع سعر صرف الدولار الأمريكي.‏

وسجل المعدن الأصفر أدنى مستوياته خلال العام في الـ16 من مارس عند 1452 ‏دولارا للأوقية بداية تفشي الجائحة مع صدمة غلق الاقتصادات والحدود وتراجع ‏الطلب عليه للصناعة.‏

تطور سنوي
وخلال 42 عاما (منذ 1979) ارتفع الذهب خلال 26 عاما، مقابل تراجع في 16 ‏عاما أخرى.‏

وخلال 51 عاما (من 1969 حتى 2020) تضاعف سعر أوقية الذهب 54 مرة، ‏بمعدل مرة سنويا تقريبا، حيث كان سعرها 35 دولارا بنهاية 1969.‏

رحلة الأسعار
بدأ 2020 انطلاقا من إغلاق عام 2019 عند 1515 دولارا لأسعار الذهب، وسط ‏استمرار تحسن سعره في السوق العالمية، بعد عام شهد توترات تجارية ‏وجيوسياسية بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين.‏

وعلى الرغم من توصل بكين وواشنطن إلى المرحلة الأولى من الاتفاق التجاري ‏بينهما، مطلع 2020، إلا أن أسعار المعدن الأصفر واصلت صعودها بفعل زيادة ‏الطلب في الصين على وجه الخصوص مطلع 2020، مع ظهور مخاوف جدية من ‏تفشي فيروس كورونا على نطاق واسع، وهو ما حدث بالفعل في يناير، قبل أن ‏يعتمد عالميا في نهاية فبراير الماضي.‏

وأصبح الذهب أبرز ملاذ آمن فوري بالنسبة للمستثمرين حول العالم مع نهاية ‏فبراير الماضي، مع إعلان عديد من الاقتصادات حول العالم عن غلق مرافقها ‏كافة، وتعليق حركة التنقل البري والجوي، للوقاية من الوباء الآخذ في التوسع.‏

وصعد سعر الأونصة الواحدة نهاية فبراير الماضي إلى 1585 دولارا، قبل أن ‏تتراجع بسبب صدمة غلق الاقتصادات وتراجع الطلب على الذهب، سواء للصناعة ‏أو كملاذ آمن.‏

قاع الذهب 2020‏
ومع صدمة الإغلاقات، سجلت أوقية الذهب أدنى مستوياتها خلال العام في الـ16 ‏من مارس عند 1452 دولارا للأوقية بداية تفشي الجائحة ومع صدمة غلق ‏الاقتصادات والحدود وتراجع الطلب عليه للصناعة، بينما بإغلاق العام تكون قد ‏ارتفعت 31 في المائة من هذا القاع.‏

مستوى قياسي
ومنذ قاع مارس، أخذت الأسعار في الارتفاع إلى أن سجل الذهب أعلى مستوياته ‏خلال 2020 عند 2073 دولارا للأوقية في السابع من شهر أغسطس الماضي، ‏وهو أعلى مستوى تاريخيا للمعدن الأصفر.‏

ومن بين المؤشرات الواضحة على الطلب الكبير على الذهب كملاذ آمن ولحماية ‏محافظ المستثمرين حينها، سجلت صناديق الذهب المتداولة ‏ETF‏ عالميا، تدفقا نقديا ‏إيجابيا للشهر السابع على التوالي بزيادة 2.7 في المائة خلال حزيران (يونيو) ‏الماضي بما يعادل 5.6 مليار دولار (104 أطنان).‏

كذلك سجلت صناديق الذهب المتداولة أعلى مستويات لحيازتها من المعدن الأصفر ‏بنهاية النصف الأول عند 3.62 ألف طن، ما يعادل احتياطيات عدة دول مجتمعة.‏

وتعد هذه الحيازة العالمية المسجلة حتى نهاية الشهر الماضي، هي أعلى مستوى ‏للتدفقات السنوية من حيث الحجم بالطن (646 طنا في 2009) ومن حيث القيمة ‏الدولارية (23 مليار دولار في 2016).‏

وبعبارة أخرى، فإن تدفقات الذهب الوافدة لصناديق الاستثمار المتداولة خلال ‏النصف الأول من العام الجاري أكبر بكثير من المستويات القياسية لصافي ‏مشتريات البنوك المركزية من المعدن في عامي 2018 و2019.‏

كما يمكن أن تمتص هذه التدفقات نحو 45 في المائة من إنتاج الذهب العالمي في ‏غضون أول ستة أشهر من 2020.‏

ثم واصلت صناديق المؤشرات المتداولة للذهب زيادة حيازتها من المعدن الأصفر ‏في سبتمبر للشهر التاسع على التوالي في أطول موجة لتسجل صافي استثمارات ‏شرائية، التي حدثت في عامي 2008 و2016، بحسب بيانات مجلس الذهب ‏العالمي.‏

ورفعت صناديق المؤشرات حيازتها سبتمبر الماضي بنحو 68.1 طن أو ما قيمته ‏نحو 4.6 مليار دولار على الرغم من تسجيل أسعار المعدن الأصفر لأسوأ أداء ‏شهري لها منذ نوفمبر من 2016.‏

ورفعت الصناديق حجم مشترياتها من الذهب منذ مطلع العام إلى أكثر من 1000 ‏طن أو ما يوازي 55.7 مليار دولار ليرتفع إجمالي حيازات تلك الصناديق من ‏الذهب إلى مستوى قياسي جديد بلغ نحو 3880 طنا ولتبلغ حجم الأصول المدارة ‏بواسطة تلك الصناديق ما قيمته نحو 235 مليار دولار.‏

وجغرافيا، سجلت صناديق المؤشرات المتداولة للذهب صافي شراء بنحو 34.6 ‏طن أو ما يوازي 2.2 مليار دولار، فيما سجلت الصناديق الأوروبية صافي ‏عمليات شراء بنحو 26 طنا ما تبلغ قيمته نحو 1.9 مليار دولار، ويعادل نحو 2 ‏في المائة من إجمالي الأصول المدارة بواسطة تلك الصناديق.‏

وفي آسيا، سجلت صناديق المؤشرات المتداولة صافي شراء بنحو 6.8 طن أو ما ‏تبلغ قيمته نحو 432 مليون دولار ويعادل نحو 5.9 في المائة من إجمالي الأصول ‏المدارة بواسطة تلك الصناديق.‏

ونما إجمالي أصول صناديق المؤشرات المتداولة للذهب خلال تسعة أشهر من العام ‏الجاري بنحو 67 في المائة ورفعت عمليات شرائها من المعدن لأعلى مستوى على ‏الإطلاق، مقارنة بالرقم القياسي السابق، الذي تم تسجيله 2009 حينما بلغ حجم ‏مشتريات تلك الصناديق 649 طنا.‏

عوائد منخفضة
وتزامن ارتفاع أسعار الذهب خلال 2020 مع أسعار فائدة منخفضة وسلبية، ‏وبالتالي أصبح الذهب بديلا استراتيجيا للسندات الحكومية ذات العوائد السلبية في ‏منطقة اليورو وسويسرا واليابان بشكل أساس، والإيجابية، لكنها منخفضة للغاية في ‏الولايات المتحدة، لذا تغيرت المعادلة من السندات الحكومية لمصلحة الذهب كملاذ ‏آمن.‏

وفي ظل الوضع حينها، احتمالات صعود أسعار السندات الحكومية قليلة، كما أن ‏السندات الحكومية ذات العائد السلبي لم تعد تتمتع بميزة دخل مثل الذهب.‏

لويلعب المعدن النفيس دورا أساسيا لدى المستثمرين، حيث أصبح ضرورة لتنويع ‏المحفظة والتحوط ضد تراجع أسواق الأسهم ذات المخاطر المرتفعة، وهو ما ‏أعطى الطلب عليه دفعة إضافية.‏

وكانت التوقعات للمعدن الثمين أن يسجل مستويات قياسية جديدة هذا العام، حيث ‏توقع "سيتي بنك" و"إندبندنت استراتيجي" أن يصعد الذهب إلى ألفي دولار في ‏‏2021، بينما توقع بنك أوف أمريكا أن يزيد المعدن الأصفر صعوده ليبلغ ثلاثة ‏آلاف دولار في 2021.‏

وأخيرا، رفع "جولدمان ساكس" توقعاته لسعر الذهب على مدى 12 شهرا إلى ‏‏2300 دولار للأونصة.‏

وصدقت التوقعات بالفعل وسجل الذهب مستويات قياسية تجاوزت حتى التوقعات ‏التي كانت في حدود 2000 دولار للأوقية، وهي تم تجاوزها في أغسطس 2020.‏

ومنذ تسجيل المستوى القياسي في أغسطس أخذت الأسعار في التراجع لاحقا مع ‏أخبار لقاحات لمواجهة الفيروس حتى وصلت قرب 1750 دولارا في شهر نوفمبر، ‏ثم عاودت الارتفاع مرة أخرى مع حزم التحفيز الاقتصادي بتريليونات الدولار، ‏التي من المتوقع أن ترفع التضخم وعليه يكون الذهب خيارا جيدا لحفظ القيمة.‏
‏ ‏