الصراعات تضرب المليشيات.. تسابق حوثي على كعكة الحرب المرة
يومًا بعد يوم، تتفاقم صراعات الأجنحة التي تضرب المليشيات الحوثية بسبب التسابق على نهب الأموال وجمعها، تعبيرًا عن أنّ هذا الفصيل يضم مجموعة من المرتزقة الذين لا يشغلهم إلا تكوين الثروات.
ففي أحدث حلقات هذا التصارع الحوثي، قرر وزير الصحة في حكومة المليشيات غير المعترف بها طه المتوكل، إقالة القيادي الحوثي عبداللطيف أبوطالب المعين رئيسا لهيئة مستشفى الثورة في صنعاء.
"المشهد العربي" علم من مصدر طبي في صنعاء أنّ القياديين الحوثيين دخلا في خلافات حادة على الإيرادات التي يحصلها مستشفى الثورة من المرضى حيث تحول هذا المستشفى الحكومي إلى مستشفى خاص.
ووجّه المتوكل، اتهامًا للقيادي أبو طالب بالفساد وتبديد موارد المستشفى، غير أن الأخير كشف أمام اجتماع في المستشفى وقبيل إقالته أن الوزير المتوكل يريد حصته من إيرادات المستشفى دون وجه حق، وقال إن المستشفى هيئة مستقلة لا تتبع الوزير المتوكل إلا من جانب إشرافي فقط.
وأصدر الوزير الحوثي أمرًا بإيقاف مدير هيئة مستشفى الثورة بعد تفاقم الخلافات ورجح وصول ما قاله أبوطالب بحقه، وعين عبدالملك جحاف رئيسا لهيئة مستشفى لثورة بديلا عن أبوطالب.
في المقابل، قدّم القيادي الحوثي المقال اعتراضًا على قرار الوزير المتوكل إلى رئيس مايسمى المجلس السياسي الأعلى مهدي المشاط، والقيادي النافذ محمد الحوثي , بحجة أن قرار المتوكل غير قانوني.
واستعرض القيادي أبو طالب ما قدمه في خدمة مليشيا الحوثي الإرهابية ومن بينها أن نجله قتل في صفوفها بالجبهات.
تُضاف هذه الصراعات إلى سلسلة طويلة من الأزمات التي تضرب المليشيات الحوثية من الداخل، وهو وضعٌ مُرشّح للتفاقم بشدة خلال الفترة المقبلة، في ظل تصارع عناصر المليشيات الحوثية على نهب أكبر قدرٍ من الثروات وتحقيق مزيد من المكاسب.
ولا شك أن تمادي وتصاعد حدة الخلافات التي تضرب المعسكر الحوثي من الداخل، قد تؤشر إلى سلسلة طويلة من الأزمات التي قد تعرقل من مساعي المليشيات الخبيثة التي تحاول بشتى الطرق التمادي في إرهابها الغاشم على الأرض.
اللافت أنّ صراعات الأجنحة الحوثية لم تتوقّف عند مجرد عناصر تابعة أو منضوية تحت لواء المليشيات، لكن الأمر وصل إلى قيادات الصف الأول بين صفوف هذا المعسكر، واللافت أكثر أنّ هذه الخلافات تصل إلى حد القتل والتصفية المباشرة.