حصاد اللوز يكفل فرص عمل للأسر الفقيرة بأبين
أبين - المشهد العربي:
يعد الفول السوداني المعروف محليًا بـ (اللوز) من المحاصيل المجزية التي يعتمد عليها المزارعون في دلتا أبين، وتنعكس على حركة التجارة في المنطقة.
يبدأ موسم زراعته الأول في منتصف شهر أغسطس، وفي منتصف سبتمبر، وأما حصاده فيبدأ في منتصف ديسمبر وبداية شهر يناير من كل عام وينتمي اللوز إلى فصيلة البقوليات ويعود بالربح الكبير على المزارعين.
وتتركز زارعة الفول السوداني، في دلتا أبين التي تشتهر به لخصوبة تربتها وفرة ميائها، ويعتبر المحصول من أجود المحاصيل الزراعية التي تزرع في منطقه الدلتا بسبب احتواء بذوره على نسبة كبيرة من الزيت والتي تتراوح بين 45 إلى 50%.
وينعم المزارعون بموسم وفير في مناطق الحصن وحلمة والرواء وباتيس وأجزاء من الدرجاج، نظرًا لخصوبة التربة وتوفر مياه السيول الموسمية.
ويتميز المحصول بمذاق متميز عن اللوز الذي يزرع في المناطق الأخرى بالإضافة إلى استخداماته في صناعة الحلويات والمكسرات والزيوت وخلطات العسل بالإضافة استعمال مخلفاته في أعلاف الأغنام والدجاج.
ويشارك في جني المحصول الأيادي العاملة من أبناء المنطقة من الرجال والنساء والشباب، قبل نقله إلى أماكن خاصة للتجفيف والتخزين وصولًا إلى مرحلة تسويقه.
ويقول المواطن سالم محمد الهاجس، العامل في جمع اللوز إنه يعتبر اللوز مصدر دخل للمزارع وإيجاد فرص عمل للأخرين، موضحًا أن العمال يقلعون شجرة اللوز من التربة قبل تصفيته من الأتربة وتنقية الثمار.
ويضيف أن الجميع يشارك في عملية جني ثمار اللوز، مقابل الحصول على العلف للمواشي والأغنام بدلًا عن الأجرة.
ويلتقط المواطن أنيس سالم صالح، أطراف الحديث، قائلًا إن عمال جني محصول اللوز، يعتمدون على المنجل المعروف محليًا بـ(المصرب)، لحرث الأرض وإخراج الشجرة من التربة، مشيرًا إلى أن عمال آخرين يجمعون الأشجار في مكان واحد لفصل الثمر، في حين يأتي فريق ثالت لنقل الثمار إلى المفرش المعروف بـ(الوصر) بواسطة عربة نقل ليضع هناك لفترة ستة أيام تحت الشمس إلى أن يجف.
ويشير المواطن سالم أحمد حسين، إلى أن المرحلة الأخيرة لجني اللوز، تعتمد على فرشه في طربال (الوصر)، وتمديده على الأرض لتعريضه إلى الحرارة، باستخدام الممش (المنخل) لتصفية الثمرة من الشوائب وبقايا أوراق الشجرة، قبل تعبئته في أكياس استعدادًا لتسويقه وبيعه للتجار.
ويكشف العامل مازن سالم سيلان، عن طريقة إنضاج اللوز قبل بيعه للمستهلك، مشيرًا إلى استخدام مادة (النيس البحري) لإنضاج اللوز، عبر إدخاله آلة خاصة بإنضاج اللوز وفق درجة حرارة معينة، وتعبئته في أكياس خاصة لبيعه للمستهلك.
ويشدد الدكتور عبدالرحمن رشاد فضل، مالك مزرعة، على اختيار أفضل البذور ونقعها قبل زراعتها في التربة بحوالي أربع ساعات، لزيادة سرعة الإنبات، معتبرًا أن السيول المتدفقة على دلتا أبين منذ شهري يوليو وسبتمبر الماضيين، ونزول الأمطار ساعد على نمو العديد من أشجار اللوز.
ويؤكد أنه مع نضوج ثمار اللوز، يستقدم أصحاب المزارع العمالة من الفلاحين وغالبيتهم من الاسر الفقيرة في المنطقة لجمع محصول اللوز، كلًا في مجاله وحسب إجادته لجني محصول اللوز، لافتًا إلى أن البعض يفضل أخذ العلف بدلًا من المال.