القوات المسلحة الإماراتية تؤكد على التوعية والتدريب لمواجهة خطر «العبوات المبتكرة» في اليمن
أكدت القوات المسلحة الإماراتية أن العبوات الناسفة المبتكرة تعتبر من أخطر التهديدات التي تواجه الدول في العصر الحديث، لما تسببه من خسائر كبيرة في الأرواح، والتأثير الاقتصادي، والمعنوي على المجتمع المدني. وقال المقدم ركن يحيى البلوشي من القوات المسلحة خلال عرض أمام مؤتمر «الدروس المستفادة من مكافحة العبوات الناسفة المبتكرة» الذي عقد تحت رعاية وزارة الدفاع، بالتعاون مع الهيئة الأميركية لمكافحة العبوات الناسفة المبتكرة، واختتمت فعالياته أمس في نادي ضباط القوات المسلحة في أبوظبي، بحضور عدد من كبار ضباط القوات المسلحة، وممثلي وفود أكثر من 25 دولة ومنظمة، إن ميليشيات الحوثي الانقلابية في اليمن استخدمت العديد من أنواع العبوات الناسفة التي تعمل بتقنيات مختلفة سواء بالضغط، أو التفجير عن بعد، أو بالليزر.
وأوضح البلوشي أنه كان لفرق مكافحة المتفجرات دور كبير في التخلص من العدد الأكبر من العبوات، إضافة إلى عقد فرق مكافحة المتفجرات العديد من الدورات لتدريب المهندسين اليمنيين على كيفية التعامل مع العبوات الناسفة، والتخلص منها، وتقديم الأدوات، والمعدات اللازمة للتعامل معها، وإبطال مفعولها، إضافة إلى المساهمة في رفع وعي المدنيين، وأهمية الإبلاغ عن أي جسم يشتبه به، لافتا إلى أن بعض أنواع العبوات المستخدمة في اليمن تتمثل في العبوات المبتكرة على شكل حجارة، وأخرى على شكل البراميل المتفجرة، والطائرات المسيرة المفخخة التي تعد الأخطر، والقوارب المفخخة، والسيارات، والدراجات النارية الانتحارية، والأحزمة الناسفة.
من جهته، أكد اللواء ركن سنيد بن ظاهر المزيني قائد سلاح المهندسين بالقوات المسلحة السعودية خلال عرض تقديمي أيضا أن سلاح الهندسة السعودي تمكن من إبطال مفعول 596 عبوة منذ مطلع العام بالقرب من المناطق الحدودية، إضافة إلى إبطال مفعول 1034 عبوة العام الماضي، و503 في 2016. وقال: «هناك دول، وشبكات تهريب تنشط لتحقيق أهدافها غير المشروعة، حيث برزت خطورة العبوات المبتكرة نظرا لسهولة استخدامها، وتصنيعها، وآثارها المتمثلة في إلحاق الضرر بالمدنيين، بهدف نشر الفوضى، والعنف في اليمن».
وأضاف المزيني: «إن التحالف العربي لدعم الشرعية بقيادة السعودية يعمل على تدريب قوات الجيش الوطني، والمقاومة اليمنية، بهدف التقليل من الحوادث الناجمة عنها، ورصد، ومتابعة مواقع تصنيعها». ولفت إلى أن أبرز طرق مكافحة خطر العبوات تكمن في التخلص من العبوة الناسفة بالأساليب المبتكرة، ومهاجمة الشبكة التي تعمل على تصنيعها، وتهيئة القوة المناسبة بالعدة، والعتاد لمواجهة الانتحاريين. وأشار إلى أن ميليشيات الحوثي تنتهك كافة الالتزامات الدولية، عبر استهدافها للمدنيين، وتعمدها وضع العبوات في الطرق بين القرى. وأكد قيام التحالف بعدد من الإجراءات المضادة، لمواجهة أضرار هذه العبوات.
واستعرضت جلسات المؤتمر محاور مهمة في مكافحة العبوات الناسفة المبتكرة حيث طرح الرائد فرانك لوبيز نائب قائد خلية العبوات الناسفة -الجيش الفرنسي- ورقة عمل حول الدروس المستفادة من مكافحة العبوات الناسفة المبتكرة في أفريقيا وتجربة الجيش الفرنسي في مواجهة مكافحة العبوات الناسفة في مالي. فيما قال الكولونيل رشيد حميد كياني مدرس أول في مدرسة مكافحة المتفجرات والعبوات الناسفة في باكستان إن بلاده من الدول الأكثر تضرراً من العبوات الناسفة إلا أنه تم التصدي بنجاح لها عبر شن الضربات الاستباقية وزيادة التدريب.
وتحدث زاك سكوت خبير في مكافحة العبوات الناسفة بوزارة الدفاع في المملكة المتحدة عن ضرورة التدريب الأساسي لعناصر فرق الهندسة في مختلف جيوش العالم وتعريفهم المستمر بأحدث الوسائل المستخدمة من قبل الإرهابيين وذلك عبر منهجية التعلم المستمر والاستفادة من التجارب في الندوات والمؤتمرات. فيما قال ديفيد غونزاليس من المنظمة الأميركية المشتركة لمكافحة العبوات الناسفة المبتكرة إن العبوات الناسفة شهدت تطوراً ملحوظاً في الأساليب والوسائل وهو ما يتطلب جهوداً دولية لتفعيل الأبحاث والدراسات التي تتواكب مع مستجدات الصراعات حول العالم.
وأكد البيان الختامي للمؤتمر حرص الدول المشاركة على استمرار التعاون، والتنسيق، لمواجهة تهديدات، ما يستجد من تطوير تصنيع، واستخدام هذه العبوات من قبل الإرهابيين. وأشار إلى أن الدول المشاركة عرضت خلاصة تجاربها، وتعاملها مع هذا النمط من العبوات التي تعد سلاحا تدميريا خطيرا. وتبادل المشاركون المعلومات عن الأساليب، والوسائل المستخدمة من قبل الجماعات المتطرفة، وأكدت أهمية تبادل المعلومات لمواجهة هذا الخطر.
وشدد البيان أهمية إيلاء الجيوش للعقائد وإعطاء الأولوية لكيفية التعامل ومواجهة هذا التهديد المتجدد والمتغير ووضع الآليات والأساليب المنهجية والمستمرة، إضافة إلى أهمية التعاون بتطوير الأجهزة والمعدات والوسائل الأخرى لمكافحة العبوات الناسفة المبتكرة. وقال إن العبوات الناسفة المبتكرة أصبحت سلاح الإرهابيين الرئيسي في القتل والتدمير والتأثير على المدنيين بإضعاف معنوياتهم ودفعهم لفقدان الثقة بقدرات حكوماتهم على حمايتهم وكذلك التأثير على الوحدات العسكرية بالحد من مناورتها القتالية.