قلق في سنجار من تكرار تهديدات إردوغان باقتحامها

الأحد 1 إبريل 2018 01:38:40
testus -US

مع تكرار تهديدات الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، وآخرها أمس، بإمكانية دخول سنجار شمال العراق، يتنامى القلق والخوف وسط سكانها بينما ترسم النائبة في البرلمان العراقي عن المكون الإيزيدي، فيان دخيل، صورة قاتمة للوضع هناك على كل المستويات.

وكان الرئيس التركي رجب طيب إردوغان جدد ما سماه انفتاح بلاده للعمل مع الحكومة العراقية من أجل إنهاء أنشطة حزب العمال الكردستاني في العراق، عادّاً ذلك «وظيفة مشتركة للبلدين».

وقال في كلمة له بمقر حزب العدالة والتنمية الحاكم في أنقرة إن «تركيا تعتبر منطقة سنجار مثل قنديل (معقل حزب العمال الكردستاني) في شمال العراق»، مضيفا: «يمكننا أن نذهب إلى هناك على حين غرة».

وبينما يرى رئيس لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي حاكم الزاملي في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «ما يقوم به إردوغان على صعيد تكرار التصريحات بدخول قواته إلى سنجار إنما هو عملية جس نبض للشارع العراقي في مدى جدية بغداد للتعامل مع هذا الملف»، فإن فيان دخيل ترى في حديثها لـ«الشرق الأوسط» أن «أهالي سنجار قلقون مما يجري إلى الحد الذي باتوا يجدون أنفسهم معه بين مطرقة التهديدات التركية وسندان الإجراءات الحكومية التي أردنا منها أن تنقذنا مما يجري وإذا بها تعقد المشكلة أكثر».

بدوره، قال الزاملي إن «بغداد وأنقرة تحدثتا خلال الأيام الماضية عن تنسيق مشترك حيال قضية حزب العمال الكردستاني في سنجار، وتوالت الاتصالات الرسمية بين الطرفين، مما يعطي الانطباع بوجود تنسيق جيد بين الجانبين». وأضاف الزاملي أن «إردوغان سبق له أن أعلن قبل أيام أن قواته نفذت عملية عسكرية في سنجار وهو ما لم يحصل في وقتها، ولا أتوقع حصول عملية عسكرية منفردة تركية في سنجار دون تنسيق مع بغداد».

من جهته، حذر مجلس محافظة نينوى من حصول فوضى أمنية وإدارية في قضاء سنجار بسبب تعدد الفصائل والقوات العسكرية الموجودة في القضاء. وقال عضو المجلس، بركات شمو، في تصريحات إن «قيادات عسكرية وصلت إلى سنجار لتنسيق المهام الأمنية بين التشكيلات الأمنية والفصائل والحشود الموجودة في القضاء لتجنب أي صدامات قد تقع ويدفع ثمنها المدنيون»، موضحاً أن «مشكلة سنجار الحقيقية غياب الإدارة منذ أحداث 16 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، ما يتطلب وضع القضاء تحت إدارة قادرة على معالجة المشكلات والصراعات القومية المحتملة، ونحن مع وجود قوات رسمية متكاملة لتأمين هذا القضاء المهم استراتيجيّاً لنينوى لقربه من الحدود السورية والتركية». وقال: «نخشى ونحذر من فوضى أمنية وإدارية في قضاء سنجار بسبب تعدد الفصائل والقوات العسكرية الموجودة وغياب الإدارة عن القضاء بسبب المشكلات والتداعيات القومية، وهذا يتطلب وضع حلول بشكل عاجل وفوري».

لكن فيان دخيل ترى أن «المشكلة هي أن ردود فعل الحكومة العراقية في بغداد على تهديدات إردوغان خجولة وهو ما قد يشجعه بالفعل على دخول سنجار»، محذرةً من «عفرين جديدة لأننا نخشى أن يكون مع الجيش التركي دخول الجيش الحر وبالتالي تحصل مجزرة بين الأهالي». وردّاً على سؤال بشأن إرسال الحكومة قوات الفرقة 15 إلى سنجار، قالت النائبة الإيزيدية إن «هذه القوات خلقت لنا مشكلة بدلاً من أن تحل المشكلة حيث تم توزيع فوجين منها على الحدود بينما وضع فوج داخل ناحية الشمال بين الأهالي، وبالتالي هناك احتكاك واضح بين الأهالي وقوات هذا الفوج». وأوضحت أنها «حاولت إجراء اتصالات مع قيادة العمليات ومكتب رئيس الوزراء لكن لا توجد إجابة»، مبينة أن «الأمر الذي بدا مزعجاً للناس هو أن هناك فوج طوارئ لحماية المدينة معظمه من الإيزيديين، أخرجهم الجيش من مقرهم وأرسلهم إلى النقاط الحدودية من أجل مواجهة حزب العمال الكردستاني، بينما يريد الفوج الذي جاء من بغداد دخول مزار شرف الدين الذي يعتبر ثاني أهم مزارات الإيزيديين في العالم»، مشيرة إلى أنه «في حال نفَّذ الجيش ما يريد القيام به، وهو دخول مزار ديني مقدس، يمكن أن يخلق مشكلة كبيرة... الجميع في غنى عنها».