جرائم الحوثي ونقص التمويل.. رصاصتان تخترق صدور الضعفاء
يبدو أنّ الأيام القليلة المقبلة لن تكون سهلة بأي حالٍ من الأحوال بالنظر إلى المخاطر المحدقة التي تتعلق بالوضع الإنساني، وتحديدًا فيما يتعلق بوضع المجاعة المرعب.
وارتكبت المليشيات الحوثية الموالية لإيران، الكثير من الجرائم والتجاوزات التي اعتبرتها صحيفة "العرب" اللندنية قد جعلت اليمن على شفا مجاعة قد تفتك بمئات الآلاف من الأشخاص.
في الوقت نفسه، فقد حذرت الصحيفة من إمكانية توقف كافة المشروعات الإنسانية التي تنفذها الأمم المتحدة، جراء شح التمويل خلال الفترة المقبلة.
وقالت إنّ التحذيرات المتكررة التي أطلقتها الأمم المتحدة مؤخرًا، بشأن سد العجز في تمويل مشاريعها، باتت واقعًا يمكن للجميع رؤيته من خلال انخفاض حجم الأعمال الإنسانية والمساعدات.
ومن أبرز هذه المشروعات المُهددة بالإغلاق هي 15 برنامجًا حيويًا وخدميًا للمساعدات الإنسانية، علمًا بأنّ بقية البرامج قد تواجه نفس المصير مستقبلًا.
ففي هذا الإطار، تبحث منظمة اليونيسف - بشكل جدي - وقف دعم الوقود والكهرباء لبعض المشروعات، بقطاع المياه والصرف الصحي، وهو نفس الأمر الذي قامت به منظمات أخرى خلال الأشهر الماضية من خلال وقف عدد من برامجها نتيجة نقص التمويل من المانحين.
يُشير كل ذلك إلى أنّ الوضع الإنساني في اليمن قد يدخل مرحلة جديدة من التردي الحاد والفتاك، لا سيّما في ظل الإصرار الحوثي على إطالة أمد الحرب بشكل ربما يكون غير مسبوق.
الإصرار الحوثي على التصعيد العسكري ممزوج بدعمٍ خبيث تتلقّاه المليشيات من إيران، التي ثبت حجم تآمرها وتورطها في العمل على تعقيد الصراع عبر ضخ الأموال والأسلحة للحوثيين بغية إشعال المزيد من النيران في الوضع الملتهب حاليًّا.
وما يضاعف من المخاوف أنّ ملايين السكان يعانون في الأساس، من أزمة نقص حادة في الموارد الغذائية، ولا يجد الكثيرون سبيلًا للحصول على حصص غذائية من جرّاء الفقر الحاد الذي استشرى على صعيد واسع، فضلًا عن أزمة سوء التغذية التي تفاقمت كثيرًا.