صراعات الشاشات.. لماذا انفجرت الخلافات الحوثية إعلاميًّا؟

الجمعة 29 يناير 2021 12:18:37
testus -US

تعيش المليشيات الحوثية، فترة شديدة الصعوبة بالنظر إلى حجم الخلافات والصراعات التي تضرب هذا المعسكر، على نحوٍ يبعث بالكثير من التوقعات على سرعة تفكيك هذا الفصيل.

ففي حلقة جديدة من سلسلة الصراعات الحوثية - الحوثية، أقدم قناة اللحظة التابعة للمليشيات على مهاجمة زميلتها قناة الهوية المحسوبتين على مراكز نفوذ متصارعة.

وفي التفاصيل، عرضت قناة اللحظة التي يديرها القيادي الحوثي المدعو عابد المهذري في أخبار عاجلة وعلى شريطها الإخباري، عبارات تهاجم قناة الهوية التابعة للقيادي المدعو محمد العماد وتتهمها بالخروج على الثوابت وممارسة الابتزاز وتطالب بإغلاقها.

"المشهد العربي" علم من مصادر إعلامية مطلعة أنَّ هجوم قناة اللحظة على الهوية وصاحبها العماد جاء بإيعاز من قيادات نافذة بالمليشيات، غير راضية عن أداء قناة الهوية وتتهمها بأنها تعمل لصالح قوى منافسة لها وتعمل على تلميعها.

وبحسب المصادر، فإن مليشيا الحوثي الإرهابية تعيش أزمة كبيرة في ظل محاولة كل طرف إلغاء الآخر، والحرص على امتلاك وسائل إعلامية كانت تمارس حربًا مستترة، قبل أن تتفجر إلى العلن.

الكشف عن هذه الخلافات الحادة التي تجمع بين الحوثيين أمرٌ لا يثير أي استغراب، ففي كثير من الأحيان اندلعت الصراعات التي وصلت إلى حد الاقتتال فيما بين عناصر هذا الفصيل الإرهابي.

تفاقم الخلافات الحوثية أمرٌ راجع بشكل رئيسي ومباشر إلى تصارع قيادات وعناصر هذا الفصيل الإرهابي وتسابقهم نحو كسب الأموال والنفوذ، حتى بات هذا السبب أشبه بالحلبة التي تندلع عليها معارك المليشيات الداخلية.

ولا يبدو أنّ زعيم المليشيات عبد الملك الحوثي يُحكِم بزمام الأمور، فهذا القيادي الإرهابي يحاول بين حين وآخر السيطرة على الأمور من خلال توجيهات وتعليمات تقضي إلى وقف هذه الصراعات أو على الأقل تجنّب وتلاشي ظهورها على الملأ.

وتبوء محاولات عبد الملك في هذا الإطار بالفشل الذريع، بالنظر إلى أنّ الأمور قد خرجت بالفعل عن السيطرة، وهذا راجع بشكل رئيسي ومباشر إلى التسابق نحو كسب الأموال والنفوذ بشكل كبير بين عناصر هذا الفصيل الإرهابي.

ولعل الدليل الأبرز على فشل محاولات عبد الملك الحوثي للسيطرة على الأمور هو بلوغ حجم الصراعات الحوثية إلى حد الاقتتال الدامي، حيث قتل الكثير من العناصر والقيادات الحوثية في إطار هذا التصارع المحتدم.